نجحت المفاوضات التي قام بها فايز شكر للمّ شمل مطربي بعلبك: عاصي الحلاني ومعين شريف وملحم زين ونادر الاتاث. واستغلّ شكر الفرصة لدعوة ملحم زين للانضمام إلى المصالحة البعلبكية، فكانت مصالحة ثلاثية بين معين وعاصي من ناحية، ومعين وملحم من ناحية أخرى، فصفيت قلوب أبناء بعلبك، الذين يتميزون بطيبة القلب، على الرغم من "الفورة" التي تطغى أحياناً على ردود أفعالهم. كل شيء تمّ بسلاسة وبطيبة خاطر، حين لبّى النجوم الثلاثة الدعوة التي وجّهها إليهم الصديق المشترك فايز شكر، فكانت سهرة امتدت حتى الساعة الواحدة صباحاً، وتعانق فيها أولاد المنطقة الواحدة، الذين تعاهدوا على ألا يفرّق بينهم شيء بعد اليوم. كيف تلقى معين وعاصي وملحم دعوة فايز شكر، وما هي تفاصيل المصالحة التي حصلت بالأمس ليلاً؟ يقول فايز شكر: "حاولت أن ألملم الخلاف، لأنه بدأ يأخذ منحنى آخر. عادة، عندما يختلف الأخوة ـ الفنانون، يتدخّل الأشقاء للصلح بينهم؛ ولذلك قمت بالاتصال بـ منجد، شقيق معين، بعد أن نشر كلاماً على "الفيسبوك"، وكان ردّه قاسياً بعض الشيء، فقلت له: "هذا الوضع غير مقبول، ويجب أن نجد حلاً للمشكلة مع عاصي"، فلم يكن منه إلا أن قال: "إنت فصّل ونحنا منلبس". بعدها، تحدثت إلى عاصي، فقال لي: "أنا جاهز لكلّ ما تطلبه"، فقلت له: "يجب أن نجتمع وأن نسوّي الخلاف"، ثم أردف: "أنا جاهز". وبالأمس، تعانقوا وأمضوا السهرة في الضحك والمزاح والغناء، برفقة ملحم زين ونادر الاثاث وهادي خليل. ولأن البعض يرى أنّ الخلاف بين عاصي الحلاني ومعين شريف لم يبدأ بتصريح من معين وبتغريدة نشرها عاصي، بل يعود إلى خلافات سابقة بينهما، ردّ شكر بالقول: "هذا غير صحيح. لم يكن يوجد أيّ خلاف سابق بينهما. كلّ ما بينهما اختلاف في وجهة نظر وحساسية فنانين. معين تكلم في الإعلام، فردّ عليه عاصي، وتطوّرت الأمور. كان من المفترض أن تكون نجوى حاضرة في الجلسة، ولكن الفرصة لم تسمح". وعمّا إذا كانت نجوى قد رفضت الدعوة، قال: "كلا، أنا لم أدعها، وسأفعل بعد فترة، وسوف أجمعها بـ معين". عن مأخذ عاصي على كلام معين، ردّ شكر: "المسألة ليست بـ "شو مأخذ عاصي"". معين كان "يفلّت" أحياناً في الكلام مع عاصي، فما كان من عاصي إلا أن ردّ عليه، ثم جاء ردّ على الردّ. هذا هو حجم المشكلة لا أكثر ولا أقلّ. بالأمس، اجتمعا وكأنّ شيئاً لم يكن بينهما. ولقد تمّ الاتفاق على اجتماعات دورية واتصالات يومية". وعن تفاصيل المصالحة بين ملحم زين ومعين شريف، قال شكر: "الأوضاع بين ملحم زين ومعين شريف لم تكن على أفضل ما يرام. ولذلك اتصلت بـ ملحم، ودعوته للجلوس معنا، فقال لي: "ما تحرجني". فقلت له: "يجب أن تحضر وعلينا أن ننهي الخلافات"، فوافق على طلبي". وعن سبب الخلاف بين ملحم ومعين قال شكر: "لا أعرف. هو خلاف قديم بينهما. سبق أن تدخل النائب ميشال عون وصالحهما، ولكنهما ما لبثا أن اختلفا بعد أربعة أيام.. "حدن حكي على التاني.. متل العادة". وعمّا إذا كان يرى أن الخلافات بدأت فنية، ثم تحوّلت إلى شخصية، أجاب شكر: "طبعاً. إنها عقلية منطقتنا؛ تبدأ القصة بالفنّ، ثم تنتقل إلى مطارح أخرى. عاصي جرّ الأمور إلى مكان آخر، فجاء الرد بطريقة قاسية". وهل يرى أنه كان يحقّ لمعين أن ينتقد عاصي؟ ردّ شكر: "كلاهما أخطأ، وكلاهما صحّح. معين ليس محقاً، وعاصي ليس محقاً. لكنهما ما لبثا أن استدركا الأمر وكأنّ شيئاً لم يكن. وخلال الفترة المقبلة سيكون هناك مصالحة بين معين ونجوى كرم". وعمّا إذا كانت صراحة وشفافية معين شريف، كما وصفه شقيقه منجد، هي التي تسبّب له المشكلات، ردّ شكر: "معين طيب القلب. عند تقييم شخص يجب معرفة خلفيته، وخلفية منطقتنا أنّ ردة الفعل عندنا سريعة، وأحياناً يحصل تسرّع في الردّ؛ هيك عقلية منطقتنا". أما عن سبب مشاركة نادر الاتات وهادي خليل، فقال "هما كانا شاهدين على الجلسة". عاصي الحلاني: بيان وسحب تغريدة قادانا إلى المصالحة من جهته، أكد عاصي الحلاني في اتصال مع "سيدتي نت"، أنّ معين هو أخ له وتوجد بينهما عشرة عمر، موضحاً أن ما حصل بينهما كان مجرد إختلاف في الآراء. وفي دردشة معه عن أجواء المصالحة، علق قائلاً " بعد الضجة التي أثيرت في الإعلام، تدخل الأصحاب وبعض الأشخاص الخيرين الذين يحرصون على ألاّ يكون هناك خلافات بيننا، طلبوا منا أن نهدئ الأمور وأن نوقف السجال". وتابع عاصي "المصالحة تمت بمبادرة من السيد فايز شكر والمحامي أشرف الموسوي والصحافي سالم زهران، كما عدد كبير من الأشخاص من البقاع وبيروت، الذين حرصوا على أن نجتمع في جلسة وعشاء ودياً، وإنتهت القصة، التي كانت في الأساس مجرد "كلام في كلام"، وهم تمنوا علينا قبل ان يحصل اللقاء، أن ينشر معين بياناً ودياً بأن الخلاف إنتهى، وأن أقوم أنا بسحب التغريدة، كبادرة حسن نية، وهذا ما حصل بالفعل وتم اللقاء وتمت المصالحة". وأضاف عاصي " في الواقع نحن "ما كنا متقاتلين" بل كان بيننا إختلاف في الآراء. معين كان قد أتى على سيرتي وتناولني في أحد لقاءاته، وهذا ما إستفزني، ولكن "إنتهت القصة". وبرأيي هي كانت نهاية جيدة، لأنه لا يجوز أن تصل الأمور بين الفنانين إلى السجالات والمهاترات. الكل يعرف أنه لم يصدر عن لساني، في يوم من الأيام، أي كلام يمكن أن يسيء إلى أي فنان لبناني أو غير لبناني، بل أبادل كل زملائي الفنانين المحبة وحسن نية، وأتعامل بإنسانية مع كل معارفي، وخاصة الأصدقاء الفنانين، كما يعرف الجميع أنه تحصل طوال مشواري الفني، أي مشكلة بيني وبين أي فنان. ولأن حياتي ناصعة ومشواري الفني ناصع، فأني أريده كذلك دائماً ولا تشوبه أي شائبة، ولذلك وبناء على طلب الأصدقاء الذين تمنوا عليّ أن ننهي القصة، وافقت وهذا ما حصل بالفعل خلال العشاء الذي جمعنا بالأمس . معين هو أخي ويوجد بيننا عشرة عمر، ولا خلاف بيننا "والله يبعد عنا المشاكل".