البرلمان التونسي الحالي أكثر المؤسسات في الدولة إثارة للجدل مع استمرار حالة الاحتقان وتبادل الاتهامات بين النواب والكتل البرلمانية المختلفة. وما زاد الامور تعقيدا وصول الخلافات احيانا لحد العنف في أروقة المجلس، ما فسره متابعون بمسلسل طويل من المشاحنات التي أدت للتاثير بشكل أو بآخر على عمل ووجهة المؤسسة التشريعية . وأوضح الصحفي التونسي، فاضل الطياشي، أنه لا توجد كتلة برلمانية لها الأغلبية الواضحة والقادرة على الحكم بمفردها أو بالتعاون مع أغلبيات أخرى، وهو ما أرجعه إلى القانون الانتخابي التونسي الذي يلاقي انتقادات كثيرة كونه المسؤول عن إفراز هذا المشهد البرلماني. ويرى مراقبون أن المشهد البرلماني المشتت الذي أفرزته الانتخابات الاخيرة قبل نحو عام السبب الرئيسي في ما يشهده المجلس من احتقان مستمر، فضلاً عن اخفاق راشد الغنوشي في تسيير المجلس النيابي . وقال الباحث في الشأن السياسي، محمد بوعود، إن عدم قدرة الغنوشي على أن يدير شؤون البرلمان بنفس العقلية التي أدار بها من قبله يعود إلى أن الغنوشي نصّب نفسه منذ اليوم الأول كطرف في الصراع وليس كطرفاً فوق كل الصراعات، مضيفا أن الغنوشي يتعرض يوميا لحملات مسائلة وتشكيك. وعلى وقع الوضع السياسي المتأزم في البلاد ترتفع الأصوات الشعبية والنيابية المختلفة المنادية بضرور إزاحة الغنوشي من رئاسة البرلمان لإنهاء الجدل القائم في الساحة التونسية .
مشاركة :