هوت بيتكوين 17 في المائة، لتطلق شرارة موجة بيع في شتى أسواق العملات المشفرة مع تنامي قلق المستثمرين بشأن التقييمات شديدة الارتفاع في الوقت الذي يبيع فيه متعاملون يكونون مراكز كبيرة العملة لجني الأرباح. وتكبدت أكبر عملة مشفرة في العالم أشد انخفاض يومي في شهر، لتهبط إلى المستوى المتدني البالغ 45 ألف دولار. وتراجعت بيتكوين في أحدث تعاملات 11.3 في المائة بحلول الساعة 0939 بتوقيت جرينتش. ومدد التراجع انخفاضا بنحو الخُمس من المستوى المرتفع البالغ 58 ألفا و354 دولارا الذي بلغته يوم الأحد، بيد أن بيتكوين ما زالت مرتفعة بنحو 60 في المائة منذ بداية العام. وتراجع سعر إيثر، ثاني أكبر العملات المشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية والتي عادة ما تتحرك بالتزامن مع بيتكوين، ما يزيد عن 17 في المائة وسجلت في أحدث تعاملات 1461 دولارا، منخفضة قرابة 30 في المائة عن ذروة قياسية بلغتها الأسبوع الماضي. وشهدت أسواق العملات المشفرة نشاطا محموما هذا العام إذ بدأ كبار مديري الثروات والشركات يأخذون الفئة الناشئة من الأصول على محمل الجد، وضخوا المال في القطاع ورفعوا الثقة بين المضاربين الصغار. وساهم استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار من شركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا في العملة المشفرة هذا الشهر في رفع قيمة بتكوين فوق 50 ألف دولار لكنه ربما يؤدي الآن إلى فرض ضغوط على سعر سهم الشركة التي باتت شديدة التأثر بتحركات بيتكوين. وتراجع الدولار لفترة وجيزة لأدنى مستوياته منذ 13 يناير اليوم إذ تحول تركيز المستثمرين إلى الكيفية التي ربما يتعامل بها جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي مع توقعات التضخم الآخذة في الارتفاع من جديد، بينما حومت العملات المرتبطة بالسلع الأولية عند أعلى مستوياتها في عدة سنوات، وفقا لـ"رويترز". وأدى ارتفاع توقعات التضخم في الفترة الأخيرة في الوقت الذي يراهن فيه المستثمرون على تعافي الاقتصاد بعد الجائحة وفي ظل التداول في الأصول التي قد ترتفع مع تحسن الدورة الاقتصادية إلى صعود عوائد السندات الحكومية الأمريكية، وكذلك الدولار، لفترة وجيزة. لكن محللين يتوقعون أن يقدم باول، الذي من المقرر أن يدلي بشهادته أمام الكونجرس بحلول الساعة 1500 بتوقيت جرينتش، بعض التطمينات مجددا بشان أن المركزي الأمريكي قد يسمح للتضخم بالارتفاع بدون أن يسارع إلى زيادة الفائدة. وقد يهدئ هذا أسواق السندات ويضغط في نهاية المطاف على الدولار. وبلغ مؤشر الدولار في أحدث تعاملات 90.046، ليستقر خلال الجلسة، بعد أن تراجع في وقت سابق إلى 89.941 وهو أدنى مستوياته منذ 13 يناير. وارتفع اليورو 0.1 في المائة إلى 1.2168 دولار. وترتفع عوائد سندات حكومات منطقة اليورو أيضا لكنها انخفضت أمس الاثنين بعد أن قالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي إن البنك "يتابع عن كثب" ارتفاع تكاليف الاقتراض. والعملات المرتبطة بالسلع الأولية من بين الأفضل أداء منذ بداية العام. ودفع ارتفاع أسعار المواد من النفط والنحاس إلى الأخشاب وبودرة الحليب أسعار العملات مثل الدولارات الكندية والأسترالية والنيوزيلندية لأعلى مستوياتها في نحو ثلاث سنوات. واليوم، جرى تداول الدولار الأسترالي منخفضا قليلا إلى 0.791 دولار أمريكي، بعد أن بلغ المستوى المرتفع 0.7934 دولار. كما انخفض الدولار النيوزيلندي بينما كان الدولار الكندي عند أقل بقليل عن مستواه المرتفع الذي سجله أمس الاثنين. وبلغ الجنيه الإسترليني مستوى مرتفعا جديدا في ثلاث سنوات تقريبا عند 1.4098 دولار، ليصعد 0.3 في المائة خلال الجلسة، إذ تمسك المستثمرون برهاناتهم على أن التوزيع السريع للقاحات مضادة لكوفيد-19 سيسمح بإعادة فتح اقتصاد بريطانيا على مدى الأشهر القليلة القادمة. واستقر الين الياباني عند 105.13 للدولار. والعملة اليابانية الأسوأ أداء بين العملات الرئيسية في 2021 بسبب أن ارتفاع عوائد الخزانة الأمريكية يمكن أن يسحب الاستثمارات من اليابان.
مشاركة :