القلابات والمتمة.. مدينتان خارج دائرة نزاع السودان وإثيوبيا

  • 2/24/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

السودان/ طلال اسماعيل/ الأناضول مع تسلل أشعة الشمس إلى مدينة القلابات شرقي السودان، تفتح الأخيرة أبوابها أمام الشاحنات التجارية ولمرور مئات العمال الإثيوبيين دون الحصول على تأشيرة مسبقة، رغم التوترات الحدودية بين البلدين. ويتردد أصداء أنغام الموسيقي الكلاسيكية المنبعثة من مدينة القلابات السودانية داخل أرجاء مدينة المتمة الإثيوبية، اللتان لا يفصلهما سوى جسر صغير، لم تطرق بابه النزاعات المسلحة بين البلدين. ومنذ فترة، تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات، حيث أعلنت الخرطوم في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2020، سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده في منطقة "الفشقة" الحدودية مع إثيوبيا، ما أسفر عن توترات واشتباكات مسلحة بين البلدين. ** تعاملات تجارية تعد مدينة القلابات السودانية أحد أهم المنافذ الحدودية مع إثيوبيا، إذ تبعد عن مدينة القضارف نحو 161 كيلومترا، ويفصلهما مجرى وادي باسم "جسر العبور". وفي تصريح للأناضول، قال التاجر السوداني طيفور بشير (56 عاما) إن "القلابات السودانية مدينة تجارية في المقام الأول، وليست هناك أية معوقات بشأن حركة العمالة الإثيوبية من وإلى المدينة". وأضاف بشير: "مئات الإثيوبيين يعبرون الحدود إلى مدينة القلابات السودانية، دون الحصول على تأشيرة مسبقة، كما يعبر السودانيون إلى مدينة المتمة الإثيوبية بنفس السهولة ودون تعقيدات". وأوضح طيفور الذي يعيش بالقرب من المنطقة الحدودية منذ قرابة 13 عاما: "هذا الجسر يربط بين البلدين، بينما روابط الإخاء والجوار أكبر وأعمق". وتابع: "الاحتكاكات والمناوشات بين السودانيين والإثيوبيين، عادة ما تحدث في الموسم الزراعي، جراء نشوب أزمات تقليدية بين المزارعين ورعاة الماشية (..) لكنها يجب ألا تؤثر على علاقات البلدين". ومضى قائلا: "المزارعون السودانيون يعتمدون بشكل أساسي على العمال الإثيوبيين، والعكس صحيح". ** وساطة الخير بدوره قال الإثيوبي ودو أباي (35 عاما) للأناضول: "العمال الإثيوبيون يأتوا يوميا من مدينة المتمة إلى القلابات السودانية للعمل دون أية معوقات أو احتكاكات". فيما طالب الإثيوبي تسفاي أدماسو بينا (83 عاما) الخرطوم وأديس أبابا بحل الخلافات العالقة بينهما سلميا، قائلا: "نريد أن نأكل عيش ونربي أبناءنا في سلام ودون مشاكل". وأوضح أدماسو بينا، الذي يعمل في السودان منذ 57 عاما، للأناضول: "تجمعنا علاقات قوية مع السودانيين وليس هناك أي مشكلات"، مؤكدا أن التوترات الحدودية لم تمنع العمال الإثيوبيين من العبور إلى السودان والعكس. وفي 13 فبراير/شباط الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، "استعدادها لقبول وساطة من أجل تسوية النزاع الحدودي، بمجرد إخلاء الخرطوم جيشها من المنطقة التي احتلها بالقوة". وعقب 3 أيام على ذلك، قال متحدث الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، خلال زيارة لأنقرة، إن بلاده ستشعر بالامتنان في حال توسطت تركيا بينها وبين السودان من أجل حل النزاع الحدودي القائم. وأوضح مفتي آنذاك أن بلاده لا تفكر في الحرب في الوقت الحالي، مضيفا: "سنشعر بالامتنان إذا عرضت تركيا القيام بدور الوساطة بيننا". والأربعاء، كلف الاتحاد الإفريقي، الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات، بقيادة وساطة بين السودان وإثيوبيا لحل الأزمة الحدودية العالقة بينهما. وفي 13 يناير/ كانون ثان الماضي، اتهم السفير الإثيوبي لدى الخرطوم بيتال أميرو، الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 معسكرات داخل أراضي إثيوبيا، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020. ويطالب السودان بوضع العلامات الحدودية مع إثيوبيا بناء على الاتفاقية التي وقعت بأديس أبابا في 15 مايو/ أيار 1902، بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان)، وتوضح مادتها الأولى الحدود الدولية بين البلدين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :