ليس المطلوب من مربي الأطفال الرضع حين القراءة أن يحرصوا على أن يفهم أطفالهم ما يقولون أو حتى أن يتعرفوا على الحروف أو الأصوات ، بل إن الحرص على ذلك قد يسلب منهم المتعة المتوخاة من هذه الدقائق الجميلة . هذا ما يقوله أهم مركز رقمي للأمومة والأبوة في العالم ( babycentre.co.uk ) والذي يؤكد بأنه حين يتم التركيز على القراءة للطفل وتكرار ذلك بشكل كاف فإن الطفل مع الوقت سوف يربط بين الأصوات والحروف ، مع التأكيد على أن مجرد الاستمتاع بوقت القراءة هو هدف نبيل بحد ذاته في هذه المرحلة وهو أهم بكثير من التعلم . وتعود أهمية هذا الوقت المستقطع إلى أمرين أساسيين الأول العلاقة الوثيقة التي تتشكل وتكبر مع الوقت بين المولود وأبويه نتيجة احتضانه وجعله يتوسط المسافة بين أمه والكتاب وما لذلك من شعوره بالإشباع العاطفي والأمان وكذلك شعوره بوجود اهتمام به . والثاني تنامي حب القراءة والكتب في نفسه بسبب الارتباط بين القراءة والعلاقة الوثيقة بأمه وحالة الاسترخاء التي يشعر بها خلال دقائق القراءة . علاوة على ذلك فإنه كلما ازدادت أعداد الكلمات التي يسمعها خلال الأسابيع أو الأشهر والسنوات الأولى لحياته ، كلما تحسنت إلى حد كبير مهاراته اللغوية في مستقبل حياته وحصل تقدم أكثر في مستواه الدراسي . وهذا ما يحصل بالتحديد أثناء القراءة مما يسمعه من كلمات لا يسمعها بشكل طبيعي في حياته اليومية . ويضيف مركز الطفل ( الذي يهتم بالأطفال وبتثقيف آبائهم منذ الحمل وحتى سن خمس سنوات ) إن الطفل الذي اعتاد أن يسمع صوت أمه وهو في رحمها ، سوف يكون سعيدا جدا عندما يسمعه باستمرار حتى في الأيام الأولى من ولادته وأنه لا يوجد وقت مبكر للقراءة للأطفال الرضع . وإضافة إلى بعض الكتب التي تتضمن صورا كبيرة وبألوان متباينة للرضع ، فإن قيام الأبوين بقراءة أي كتاب بصوت مسموع حتى لو كان كتابا للكبار واستمتاع الأم به ، سيعني استمتاع الطفل به . كما يمكن كذلك ملاحظة ما يفضله الطفل من كتب أو صور ( من ردود أفعاله أو لمحات وجهه ) والتركيز عليها وحتى تكرار قراءة نفس القصة أو الكتاب سوف يساهم في انشداد الطفل إليها ، وعندما يكبر قليلا فيمكن جعله يلتقط الكتب التي يفضلها بنفسه من الرف أو من الأرض مع الاحتفاظ بحميمية العلاقة معه خلال تلك اللحظات عبر تكرار قيام الأم بضمه إلى صدرها بين كل مقطع قراءة .
مشاركة :