كيف تحول لقاح «سبوتنيك V» إلى قصة مذهلة؟

  • 2/25/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

روسيا دولة رائدة في العالم في أبحاث اللقاحات منذ قرون. وكان أن أعطت الإمبراطورة الروسية كاترين العظمى مثالاً عام 1768، عندما تلقت أول لقاح ضد الجدري في البلاد. كان هذا قبل 30 عاماً من إعطاء التطعيم الأول في الولايات المتحدة. تعطي وكالة سبوتنيك مثالاً آخر، وتشير إلى أن العالم الروسي دميتري إيفانوفسكي لاحظ تأثيراً غير عادي عند دراسة أوراق التبغ المصابة بمرض الفسيفساء، إذ ظلت الأوراق حاملة للعدوى حتى بعد أن قام العالم بتصفية البكتيريا. وهكذا وضع العالم الروسي الأساس لعلم جديد، هو علم الفيروسات. ومنذ اكتشاف دميتري إيفانوفسكي، أصبحت روسيا واحدة من رواد العالم في أبحاث الفيروسات واللقاحات، بعلمائها الموهوبين مثل الباحث نيكولاي غاماليا، الذي درس في مختبر عالم الأحياء الفرنسي لويس باستور في باريس وافتتح ثاني محطة لقاح ضد داء الكلب في العالم عام 1886.سي إن إن شبكة «سي إن إن» الأمريكية بدورها رأت في إنتاج روسيا لقاح «سبوتنيك V» بمثابة «قصة مدهشة». الشبكة قالت في تقرير لها إن الاتحاد السوفييتي منذ عقود دعم الأبحاث حول الفيروسات واللقاحات. وقد تلقى كل شخص وُلد بعد الحرب العالمية الثانية تطعيمات إجبارية ضد شلل الأطفال والسل والدفتيريا. ودأب العلماء السوفييت، على إجراء أبحاث عن الأسلحة البيولوجية في فولغينسكي، الواقع على بعد 70 ميلاً شرقي موسكو، والآن يتم استخدام هذا الموقع لإنتاج لقاح شامل يهدف إلى حماية الناس في جميع أنحاء العالم من فيروس كورونا المستجد، وفق «سي إن إن» التي أكدت أنها حصلت على صور حصرية لمنشأة فولغينسكي، التي باتت الآن مقراً لشركة جينيريوم فارماسيتكول، التي تم التعاقد معها لتوسيع نطاق إنتاج اللقاح الروسي «سبوتنيك-V»، أول لقاح في العالم يجري إنتاجه ضد فيروس كورونا، إذ أعلنت عنه موسكو في أغسطس الماضي. ويعد مجمع التكنولوجيا الفائقة الواسع واحداً من سبعة مراكز إنتاج جديدة في جميع أنحاء البلاد للقاح «سبوتنيك V». وتشير «سي إن إن» إلى أنه كان لابد من تصميم ومعايرة كل خطوة في عملية الإنتاج بعناية، بما في ذلك أنظمة ترشيح المياه الضخمة، لإنتاج لقاح جديد تماماً. وتنقل عن ديمتري بوترييف، كبير مسؤولي العلوم في جينيريوم، قوله للشبكة: من حيث المبدأ، كانت عملية التصنيع معروفة على نطاق مختبري صغير، لكن جعلها على نطاق صناعي كبير هو عالم آخر. ويشرح: «لا يمكنك ببساطة الانتقال من عمل لتر واحد إلى 100 لتر أو 1000 أو 1 طن من اللقاح الحيوي. كل عملية مختلفة، والأكسجين مختلف، وتوازن الكتل مختلف».زيادة الإنتاج يضيف بوترييف أن هذه المشكلات تم التغلب عليها منذ أشهر، وأن المصنع جاهز الآن لزيادة الإنتاج. ويؤكد: «نحن ننتج الآن عدة ملايين من الجرعات كل شهر ونأمل في الحصول على كمية أكبر، ربما تصل إلى 10 أو 20 مليوناً شهرياً». ويتحدث عن عقود لطلب ما يقرب من 2.5 مليار جرعة حتى الآن، وفقاً لأرقام صندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF)، المسؤول عن الإنتاج العالمي للقاح وتوزيعه. كان «سبوتنيك V» أول لقاح ضد كورونا تمت الموافقة عليه للاستخدام في العالم في أغسطس الماضي، وحتى قبل الانتهاء من التجارب البشرية. وطور معهد جماليا الذي تموله الدولة، هذا اللقاح، وكان هناك شك كبير في وقت مبكر حول «سبوتنيك V»، الذي أخذ اسمه من أول قمر صناعي في العالم أطلقه الاتحاد السوفييتي في عام 1957، حيث بدأ سباق الفضاء مع الولايات المتحدة.لقاح بوتين! ويقول منتقدون إن ما سماه بعضهم «لقاح بوتين» صُمم ليكون الأول من نوعه في سباق عالمي لإبراز قوة الكرملين. لكن نتائج التجارب البشرية واسعة النطاق، التي نُشرت واستعرضت في مجلة لانسيت الطبية المرموقة في وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت فعالية مذهلة للقاح بلغت 91.6%. وسائل إعلام روسية أفادت، اليوم الأربعاء، بحصول الصحافي الأمريكي، ماثيو تشانس، الذي يعمل لصالح «سي إن إن» في موسكو على تلقيح «سبوتنيك V». ويقول موقع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» إن الصحافي الأمريكي دخل إلى أحد مصانع اللقاح الروسي، ونال جرعته من اللقاح بعد تقرير أعده عن المناسبة، ونشر على صفحته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر» تغريدة مرفقة بصورة من المصنع، وكتب أنه لا ينتمي إلى فئة الضعفاء بعد الآن.ثقة الغرب يجيب أليكسي أنبيلوغوف، الذي كتب قبل قرابة أسبوعين حول ميزات اللقاح الروسي وتسارع الطلب عليه عالمياً. وجاء في المقال الذي نقلته «روسيا اليوم» إن «سبوتنيك V»، سيكون أحد اللقاحات القليلة جداً التي توصي بها منظمة الصحة العالمية للاستخدام الجماعي في جميع أنحاء الكوكب. لكن حتى وقت قريب، كان الخبراء والسياسيون الغربيون يشككون علانية في فعالية ما أنتجه العلماء الروس. ويضيف أن قرار منظمة الصحة المنتظر يثبّت في الواقع، فقط، الحالة الحقيقية للاعتراف الدولي باللقاح الروسي الذي، بالإضافة إلى روسيا نفسها، تمت الموافقة عملياً في 34 دولة. ويعزو الكاتب ذلك، إلى جانب للفعالية، إلى ميزة أخرى هي أن اللقاح الروسي يتم نقله إلى البلدان المتلقية للقاح مع التراخيص وبراءات الاختراع. أي، إذا كانت أي دولة تريد، ولديها الأموال والوقت اللازمين، يمكنها إنتاج «سبوتنيك V»، وليس فقط في روسيا، لكن بالطبع، بعد موافقة صاحب الحقوق، أي الشركة الروسية، ووفق شروط الترخيص المناسبة.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :