أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن "أنقرة لا تحتاج إلى إذن من أحد لتنفيذ عمليات عسكرية بهدف محاربة الإرهاب خارج حدودها". وشدد إردوغان، أثناء اجتماع عقدته الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في أنقرة امس، على أن "عمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها تركيا داخل أراضيها وخارجها تمثل حقاً مشروعاً ومهمة إنسانية" لبلده. وقال إن "إصرارنا على النضال ضد الإرهاب لا يزعج داعمي الإرهاب في الداخل فقط وإنما أطراف كثيرة في الخارج أيضا"، معقبا: "لسنا في حاجة للحصول على إذن من أحد لأداء واجبات الأخوة والصداقة والإنسانية التي فرضها علينا وجودنا في المنطقة منذ ألف عام". وحمّل إردوغان عددا من دول الغرب المسؤولية عن الاستمرار في تجاهل دعوات أنقرة إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وانتهاج المعايير المزدوجة إزاء التنظيمات الإجرامية، مضيفاً أن حكومات تلك الدول "لا تريد أن تدرك أن الإرهاب سيصبح خطرا عليها نفسها عاجلا أم آجلا". وشدد على أن بلاده ستستمر في دعم الدول الصديقة لها، ابتداء من إفريقيا ووصولا إلى البلقان والقوقاز. وتزامن تصريح إردوغان مع انطلاق عملية أطلقت عليها اسم "أرن 11"، ضد عناصر منظمة "حزب العمال الكردستاني" في ولايتي بتليس وسيرت جنوب شرقي البلاد. وأكد بيان صادر عن وزارة الداخلية التركية امس، أن "العملية تهدف إلى القضاء على الإرهابيين الذين تؤويهم المنظمة الانفصالية في المنطقة"، مشيراً إلى أن 781 عنصرا يشاركون في العملية من قوات النخبة في الدرك (كوماندوز) والقوات الخاصة في الشرطة والحراس الأمنيين. يذكر أن "الداخلية" التركية أطلقت سلسلة عمليات "أرن" عقب انتهاء عمليات "الصاعقة" في 10 يناير الماضي، وأطلقت اسم "أرن" على تلك العمليات نسبة إلى الشاب التركي أرن بلبل، الذي قتل على يد "العمال الكردستاني" في 11 أغسطس 2017. وتشن تركيا غارات باستمرار على شمال العراق وداخل سورية بذريعة "مكافحة الإرهاب". في غضون ذلك، حضّت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تركيا على "عدم المضي قدماً في تسلُّم دفعة اخرى من أنظمة صواريخ S400 الروسية الصنع". وقال الناطق باسم "البنتاغون" جون كيربي: "كانت لديهم العديد من الفرص خلال العقد الماضي لشراء نظام باتريوت الدفاعي من الولايات المتحدة". وشدد على أنه "لم يطرأ تغيير على سياسة الإدارة الجديدة فيما يتعلق بطائرات F35 الأميركية وأنظمة S400". وأضاف أن "مشاركة تركيا في البرنامج الخاص بطائرة F35 ستظل معلقة"، مجدداً الدعوة لتركيا لعدم اقتناء أنظمة S400. وكان الرئيس التركي قال الشهر الماضي إن تركيا وروسيا ستبحثان تسليم الدفعة الثانية من أنظمة الدفاع الصاروخي S400 في نهاية يناير. ولم يتضح بعد ذلك ما إذا كانت تلك المحادثات قد تم تأجيلها أو إلغاؤها. وكانت تركيا تسلمت عام 2019 دفعة أولى من الأنظمة. على صعيد آخر، اتهم الاتحاد الأوروبي تركيا بقمع "حزب الشعوب الديمقراطي" المعارض المؤيد للأكراد بشكل غير مبرر. وقال متحدث باسم ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل أمس الأول: "يشعر الاتحاد بقلق بالغ إزاء استمرار الضغط على حزب الشعوب الديمقراطي والعديد من أعضائه"، مستشهدا بالاعتقالات الأخيرة واستبدال رؤساء البلديات المنتخبين وقضايا المحاكم ذات الدوافع السياسية ومحاولات رفع الحصانة البرلمانية عن أعضاء الجمعية الوطنية كأمثلة على ذلك. وحذر بوريل من أنه "يتعين على تركيا، بصفتها عضوا قديما في مجلس أوروبا ودولة مرشحة، حماية نظامها الديمقراطي، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون وحرية تشكيل الأحزاب السياسية". وقال إنه يجب التحقيق في أي مخالفة أو جريمة مزعومة وفق الأصول القانونية، علاوة على ذلك، يجب دائما تطبيق مبدأ افتراض براءة المتهم.
مشاركة :