«السيدة العجوز» بين النفق المظلم وحلم الخماسية

  • 9/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أنور إبراهيم (القاهرة) لا تسير الأمور على مايرام مع فريق يوفنتوس تورينو حامل لقب بطولة الدوري الإيطالي أربعة مواسم متتالية، فقد رحل ثلاثة من أبرز نجومه وأكثرهم تأثيرا قبل بداية الموسم: أندريا بيرلو والأرجنتيني كارلوس تيفيز والتشيلي أرتورو فيدال.. وخسر الفريق أول مباراتين له في الدوري من أودنيزي وروما.. وبات السؤال الذي يتردد في الأوساط الكروية الإيطالية، وأيضاً في الصحافة العالمية: هل تدخل «السيدة العجوز» النفق المظلم هذا الموسم وتخسر بطولتها المفضلة.. أم أن أنها قادرة على دخول التاريخ من أوسع أبوابه بالاحتفاظ ببطولة الدوري للموسم الخامس على التوالي، لتعادل بذلك الإنجاز الذي تحقق في الثلاثينيات من القرن الماضي، عندما نجح فريقها بقيادة المدير الفني كارلو كاركانو، ومن بعده كارلو بيجاتو في تحقيق «الخماسية المتتالية»؟ كان هذا هو التساؤل الذي طرحته مجلة «فرانس فوتبول»، وقالت في بداية تحليلها لوضع اليوفي الحالي، إن مدربين عظام في تاريخ اليوفي لم يحقق أي منهم «الخماسية».. لا تراباتوني ولا ليبي رغم موهبة الجيل الذهبي الذي كانا يقودانه ونجومه الكبار دينو زوف وميشيل بلاتيني وسيريا وزين الدين زيدان وديل بييرو وآخرين. وأضافت المجلة: رغم الصعوبات والعقبات التي تواجه الفريق في بداية الموسم إلا أن الفوز ببطولة الدوري أربع مرات متتالية بقيادة أنطونيو كونتي (ثلاث مرات) ومن بعده ماسيميليانو أليجرى (مرة واحدة) قد يفتح شهية أليجرى للفوز بالخامسة، ولم لا والمرات الأربع السابقة كان اليوفينتوس يفوز فيها بالدوري بفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه.. ففي موسم 11/ 2012 تفوق اليوفي على ميلان بفارق 14 نقطة، وفى موسم 12/ 2013 تفوق على نابولي بتسع نقاط.. أما في الموسمين التاليين 13/ 2014 و14/ 2015 فقد تفوق على روما بفارق 17 نقطة كاملة.. ولهذا فإن يوفنتوس بـ «شخصية البطل» التي يتميز بها، يمكنه تكرار انجاز سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي. والورطة الحقيقية التي واجهها يوفنتوس حتى الآن تتمثل في أمرين: بدايته الباهتة للموسم، وأيضا غياب النجوم الثلاثة الكبار: بيرلو الذي رحل الى الدوري الأميركي، وتحديدا لنادي نيويورك سيتي، وتيفيزالذي عاوده الحنين الى بيته بوكا جونيور، وأرتورو فيدال الذي انتقل الى بايرن ميونيخ. ومن المؤكد أن اللعب بدون هذا الثلاثي الذي كان يمثل الأعمدة الأساسية للفريق يؤثر تأثيرا كبيراً، سواء داخل الملعب أو في غرفة الملابس. وإذا كان البعض يتساءل: من يعوض غياب مهاجم ماهر بحجم تيفيزالذي كان قادرا على القيام بأدوار متعددة منها الضغط والتغطية وتسجيل الأهداف وصناعتها؟.. ومن يعوض غياب بيرلو(رغم سنوات عمره الـ 37) كقائد محنك وفريد في نوعه وبأسلوب أدائه الممتع؟.. ومتى يصل ألفارو موراتا الى قمة جاهزيته بعد الإصابة التي أبعدته عن الفريق؟.. وماذا عن عودة سامى خضيرة المصاب والوافد الجديد من ريال مدريد، والذي سيستمر بعيدا عن الملاعب حتى أكتوبر المقبل بسبب تمزق في فخذه !، فإن المجلة ترى أنه رغم كل ذلك فإن وضع اليوفي ليس سيئاً الى هذه الدرجة لأن رحيل بيرلو كان ضرورياً لكبر سنه، ورحيل تيفيز طبيعي، بعد أن قدم أفضل ماعنده وعاوده الحنين لبلاده، أما فيدال فرحيله من وجهة نظر ادارة يوفنتوس مكسب للفريق، نظراً لعدم التزامه ومشاكله الكثيرة خارج المستطيل الأخضر، ولهذا كان التخلص منه ضروريا. صحيح أن رحيل هذا الثلاثي سيبقى موضع أسف لفترة من الوقت، إلا انه كان ضرورة للدفع بوجوه شابة جديدة وشراء «كوكتيل» من اللاعبين الموهوبين وأصحاب الخبرة أيضا.. ويكفي أن نعلم أن اليوفي استفاد من صفقة فيدال وحدها (37 مليون يورو) في شراء مجموعة لاعبين، منهم المهاجم الأرجنتيني باولو ديبالو، والكرواتي ماريو مانزوكيتش، وهما مهاجمان فعالان أمام المرمى، وعزز دفاعه بضم دانييل روجاني (21 سنة) القادم من نادى ايمبولي.. مع وجود كلوديو ماركيزيو وبول بوجبا الذي ورث الرقم 10 - رقم النجوم الكبار - وأصبحت له أدوار أكبر مع الفريق، وان لم يكن مقنعا حتى الآن بلجوئه إلى العنف أحياناً مثلما فعل مع المصري محمد صلاح في لقاء يوفنتوس وروما الذي انتهى بفوز الأخير 2/1. وعودة الى «الخماسية المتتالية» التي يمكن أن يحققها اليوفي رغم البداية السيئة، تقول المجلة: يوفنتوس 15/ 2016 قد لا يكون الفريق الأكثر كمالاً واكتمالاً في كل خطوطه، ولكن «شخصيته كبطل» تجعله مرشحاً دائماً وبقوة للقب الخامس على التوالي.

مشاركة :