هذه الكلمات المخلصة والصادقة التي قالها، وبكل شموخ وعز ورجولة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نصره الله، قائد جيش البيت المتوحد، تستحق أن تترسخ في عقول وقلوب ووجدان الإماراتيين، باعتبارها نموذجاً لإصرار القيادة والشعب على صون مكانة الدولة ورعاية منعتها وعزتها. فالدولة العزيزة بربها، ثم بقادتها وأبنائها، جيشاً وشعباً، لا تسكت على الغدر والخيانة، خاصة إذا ارتبط بالخسة والنذالة اللتين اتصف بهما هذا العدو، الذي اجتمعت إرادتنا مع إرادة أشقائنا في اليمن والخليج على قتالهم ومنابذتهم، فهم، كما قال عنهم سيدي أسد الإمارات: حثالة، ولا بد لكي تستقيم شؤون جزيرة العرب، أن يتم تطهير أرضها من هؤلاء الحثالة. ولكن من المهم هنا، أن نفهم بعض الحقائق التي تجعلنا جميعاً معنيين بمفهوم التعاضد الوطني الشامل، فالثأر هنا ليس مقصوداً بمعناه القبلي.. كما قد يفهمه البعض. نحن لم نخض هذه الحرب على أساس قبلي، بل دفاعاً عن الدين والدولة ومصالحها الاستراتيجية العليا، ودفاعاً عن إخواننا وجيراننا الذين استنجدوا بنا، ولذلك، فعندما تتعرض الدولة للغدر من قبل هذا العدو القذر، فإن منطق الأمور يعني أن ترد الدولة وجيشها المقتدر، الصاع صاعين لمن اعتدى. وإذا كانت أبواب الجحيم افتتحت فوق مقراتهم وبيوتهم ومعسكراتهم بطائرات صناديد سلاح الجو الإماراتي وأشقائهم الخليجيين، فإن أعماق الجحيم لا تزال بانتظارهم في معارك الأيام القادمة، بإذن الله وفضله، لأن الثأر الحقيقي هو في الحسم النهائي لهذه الحرب، وخلاص اليمن والجزيرة والخليج من هذه الثعابين، التي ولغت حتى الثمالة، بدماء أبناء اليمن الأبرياء، فلم يعد يوقفها إلا قطع الرؤوس والجذوع والأذيال معاً. وإذا كنا جميعاً نُكبر ونقدر عالياً، الواجب المقدس الذي تقوم به قواتنا المسلحة في اليمن، وتضحياتها العظيمة دفاعاً عنا وعن أبنائنا، فإن نفس الواجب يدعونا جميعاً إلى أن نشكّل معاً، وزنداً بزند، درعاً وطنياً حصيناً خلف هذه القوات المسلحة وقيادتها العليا، لتحصين الجبهة الداخلية، ومنع أي محاولات اختراق. لذلك، اليوم وغداً وبعد غد، على كل واحد منا، أن يتذكر أنه على ثغرة من ثغرات هذا الوطن العزيز، فلا تؤتينَّ الإمارات من قِبَلِكْ! فلا تؤتينَّ الإمارات من قِبَلِكْ! فلا تؤتينَّ الإمارات من قِبَلِكْ! أيضاً، من المهم هنا، أن ندرك أننا حين نتحدث عن ثأرنا، فإننا نتحدث عن عمل الدولة، وعن عمليات عسكرية وحربية ضد العدو الموصوف، وبالتالي، فلا مجال لأي اجتهادات فردية من أي كان. فالدولة بجيشها ومؤسساتها، هي من يتخذ القرارات ويسهر على حماية الدولة وأهلها، وأي اجتهادات فردية، ستكون لها تأثيرات سلبية غير مقبولة. لذلك، عندما يطرح سؤال منطقي وطبيعي، مثل: كيف نثأر أنت وأنا من هذه العصابة الآثمة؟ سيكون علينا أن نتعامل معه بمنظور وطني منتج. ثأرنا هو أن نفشل مخططات الأعداء وأحلامهم الواهمة. انتبه هنا، أخي المواطن وأختي المواطنة، إلى أول شيء فعلوه بعد غدرهم بجنودنا، حيث حاولوا استغلال الفرصة لإثارة الفتنة بين المواطن والقيادة، من خلال نشر الإشاعات وترويج الأكاذيب. انتبه! وعليه، فإن أول صفعة نقدمها لهم أنت وأنا أبناء الإمارات المدنيين، هي في تعزيز اللُّحمة الوطنية والصف الواحد والبيت المتوحد، وأن نثق ثقة مطلقة بقيادتنا وخياراتها السياسية والعسكرية، خاصة أن التجربة والتاريخ المشترك، أثبتت لنا سلامة هذه الخيارات وصحتها ووطنيتها، والتجربة خير برهان. وفي الوقت الذي يقوم أبطال قواتنا المسلحة الأشاوس بتنفيذ واجباتهم القتالية، دفاعاً عن الدين والدولة والشعب والشقيق، بما في ذلك، تأديب عصابات الحوثي عفاش على غدرها بالإمارات، والذي ربما يتطلب رفع وتيرة العمليات القتالية، كما لاحظنا في الأيام الأخيرة، فإننا نحن جميعاً مدعوون إلى أن نوفر شبكة أمان مجتمعية مترابطة وقوية وصلبة لأسر أبطال الجيش المشتركين في هذه العمليات،.. وكذلك لأسر الأبطال الشهداء، بحيث يشعرون جميعاً أنهم في حضن مجتمع مترابط متراحم متماسك، يقف موحد الصف كالجسد الواحد خلف قيادته وخلف جيشه نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي للدولة، وهو النصر المؤزر بإذن الله تعالى وعونه، على هذه العصابات التي لم ترعَ إلاً ولا ذمة في حربها الشريرة، لتمكين قوى الشر من خاصرة الخليج. إن ثأرنا لشهدائنا الأبرار، هو تحرير اليمن من المهرة شرقاً إلى صعدة شمالاً، من حدود عُمان إلى حدود السعودية، مروراً بكل قرية ومدينة ومديرية ومحافظة، وكسر شوكة المتمردين الانقلابيين، وتقديمهم لمحكمة خاصة بجرائم الحرب، لكي يعرف العالم كله، وليس فقط إبليس الرجيم الذي يمولهم، أن حياضنا محرمة عليهم، وأننا حين نرد الماء لا نرده إلا صفواً، ولا نسمح لأحد أن يكدره حتى في خياله. قالها سيدي بوخالد، ونقولها كلنا معه بقلوبنا وعقولنا، ويقولها أمامنا أشاوس الجيش وصقور الجو: ثارنا ما يبات ولا بننساه. ثارنا بناخذه بعون الله، ثم بهمة الرجال. أبشر سيدي. أبشر سيدي. نحن عصاك اللي ما تعصاك، عسكر ومدنيين.
مشاركة :