تعادل خاسر

  • 9/10/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

*لم يكن غريباً على دولة الإمارات أن توافق على اللعب مع المنتخب الفلسطيني في أرضه، فهو موقف منسجم مع دورها المساند والداعم للأشقاء العرب في كل المجالات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو إنسانية أو رياضية، وهي مبادرة لها كل الاحترام والتقدير وعلى منتخبات الدول العربية الأخرى أن تحذو حذو الإمارات السباقة إلى مثل هذه المواقف، والشكر واجب لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الرئيس الفخري لاتحاد الكرة وليوسف السركال ومجلسه الموقر على ذلك الموقف وتلك المبادرة. * أما من حيث الرؤية الفنية لتعادل منتخب الإمارات مع نظيره الفلسطيني، فالتعادل كان بطعم الخسارة لمنتخب الإمارات لأسباب وعوامل كثيرة، وإن كانت هناك بعض الأمور المؤثرة في مكان الأعذار، لكنها ليست السبب الأساسي في ذاك التعادل، خصوصاً إذا رجعنا إلى الاعتبارات الفنية وما رأيناه من خلال سير المباراة. ليس هناك مجال للمقارنة بين المنتخبين من حيث الإمكانات والقدرات في الخطوط الثلاثة، والمهارات الفردية والجماعية عند المنتخبين، والإعداد وما وراءه من مسابقات محلية، ودوري للمحترفين أفرز ولازال يفرز واسفر عن التصنيف الدولي كثالث آسيا، وكذلك في وجود هدافين متميزين على مستوى القارة مثل علي مبخوت وأحمد خليل، بجانب المتميزين في صناعة الهجمات والفرص عمر عبد الرحمن وعامر عبد الرحمن، كما أن المنظومة الدفاعية لم تشهد هدفاً في أربع مباريات، وحارس مرمى ضمن أفضل الحراس في المنطقة، والمنتخب ككل يشكله جيل اكتسب من الاحتكاك والخبرات والبطولات الكثير لأكثر من سبع سنوات، ومن هنا أقول إن المقارنة غير متكافئة، وفيها ظلم للمنتخب الفلسطيني، والكل يعلم أن المنافسة في المجموعة الأولى بين الإمارات والسعودية فقط، وغالبية المنتخبات تلعب بهدف آسيا 2019 في الإمارات. * والتعادل الذي بطعم الخسارة أدخلنا في حسابات كنا في غنى عنها، ومباراة السعودية القادمة أصبحت مفصلية وسنلعبها تحت ضغط أكبر، فالفوز بها صار مطلباً أساسياً من المدير الفني واللاعبين، وذلك حتى لا ننتظر نتائج الآخرين في المجموعة، والملاحظ أننا أعطينا المنتخب الفلسطيني أكثر من حجمه، وكان هناك خوف من الخسارة والدليل ما رأيناه في طريقة اللعب والأسلوب وفي التغييرات التي كان عليها تحفظات، وقد كانت المحصلة في قلة الفرص المتاحة وتثبيت الأطراف وقلة الفاعلية الهجومية، كما أن التحول من الدفاع إلى الهجوم اتسم بالبطء مما سهل مهمة الفلسطينيين، وعدم إشراك إسماعيل الحمادي وهو في فورمة عالية صنع علامة استفهام في مباراة بحاجة إلى فتح اللعب من خلال الأجنحة، ولأن التعادل أصبح ماضيا، نقول إن الحظوظ مازالت قائمة والآمال حاضرة، بشرط الفوز مستقبلاً، ومع دعواتنا بالتوفيق للأبيض الإماراتي.

مشاركة :