أدب الرحلات.. جائزة ابن بطوطة من الداخل

  • 2/26/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات،مساء أول من أمس، جلسة مميزة عن أدب الرحلات، والذي يتمثل بحضوره الداعم من خلال «جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات»، شارك فيها المشرف على الجائزة الشاعر الدكتور نوري الجراح، والفائزون بها في دورتها الـ 19؛ الروائية المصرية منصورة عزالدين، والباحث والروائي الإماراتي سلطان العميمي، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وكانت الجلسة بإدارة الكاتبة إيمان اليوسف، والحديث عن آفاق هذا الأدب بمساراته المتعددة. أتى حديث الشاعر نوري الجراح المقيم في بريطانيا والمشرف على المركز العربي للأدب الجغرافي لارتياد الآفاق بين لندن وأبوظبي، عن الجائزة بوصفها اليتيمة في هذا المجال في الثقافة على مستوى العالم العربي، وكيف أنها تأسست بعد موعد مع الشاعر أحمد محمد السويدي عام 1999م، وكان موعداً مهماً للفكرة والمشروع، وبرعايته، وتحت هذه المظلة تأسس المركز من ثلاثة عناصر مقومة، العنصر الأول هو ندوة علمية أدبية تاريخية ثقافية، اسمها ندوة الرحالة والمسلمين، وقد عقدنا على مدار عشرين سنة، تسع ندوات كبرى في عواصم عربية وأجنبية، وهو أدب بمعناه التاريخي والثقافي والحضاري باعتباره أدب تواصل بين ثقافة وثقافات أخرى، من خلال ترحال الأدباء والمفكرين والسياح والمغامرين وكل من يدون أدب الرحلات. أما العنصر الثاني فهو الجائزة لنستقطب إليها النصوص الأدبية والأكاديمية والكتابات التي تندرج ضمن خمسة فروع، وهي فرع الرحلة المحققة، وفرع الرحلة المعاصرة، وفرع دراسات في أدب الرحلة، وفرع اليوميات، والرحلة المترجمة. أما ميزة الجائزة فهي أنها تُمنح لمخطوط وليس للعمل المنشور. والفائز في أدب الرحلة يكون عادة قد كتب أدباً تاريخياً مع التنظير ويخلق إطاراً نظرياً وفكراً فلسفياً لأدب الرحلات، أي خزانة لأدب الرحلة من خلال النظرية في فكرة الترحال وتفكيك نصه المعرفي، ليؤكد الجراح بأنها جائزة بالغة النزاهة ليس من حيث القيمة المعرفية. من جانبها، تحدثت منصورة عز الدين عن تجربتها الفائزة بالجائزة في فرع الرحلة المعاصرة وبعنوان «خطوات في شنغهاي – في معنى المسافة بين القاهرة وبكين» وكيف كتبت الرحلة خلال فترة وجودها في شنغهاي، حيث كانت في أساسها منحة الكتابة ولمدة شهرين عام 2018م، حُظيت بها للإقامة هناك مع مؤلفين من تسع دول، وعن المدينة بثقافتها الغربية والصينية وتاريخها الحافل، وكيف كانت تحول كل رؤية إلى كلمات، وتسجل يومياتها يوماً بيوم، وتتعرف على المدينة من خلال شوارعها تتأمل العلاقة بين الغربة ومسقط الرأس لتكتشف نفسها من جديد، وتؤكد أن الحياة رحلة بلا نهاية، بتفاصيلها الثرية والنفسية والفكرية، ليصبح السفر ثقافة، فمن وجهة نظرها أن الاعتياد في المكان يقتل الفن، كما أن الألفة تمنع الرؤية، لذا الجغرافيات الجديدة اكتشاف علاقة الإنسان بأبسط الأشياء من جديد. فكانت رحلة متعددة الزوايا وبحركة مدهشة، ليبقى كل إبداع أدب رحلة حسب المقولة الشائعة أن كل أدب جيد قصة من قصتين، إما شخص يبدأ رحلة أو غريب يصل إلى المدينة. وتحدث سلطان العميمي، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، عن رحلته المكتوبة الفائزة بفرع تحقيق المخطوطات، وهي بعنوان «الرحلة الشابورية عام 1936م للكويتي زين العابدين بن حسن باقر» وعن كيفية عثوره على النص قبل ثلاث سنوات، في أحد الكتب الشعرية، نصاً لشاعر كويتي انتقل من الكويت إلى عبادان إلى أبوظبي، حيث إن الرحلة أرَّخَت لجغرافيا الإمارات المكانية قديماً، منشور مع نصوص أخرى غير محققة، وكانت أرجوزة مجتزأة لشاعر مر بثلاث إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وكتب عن كل إمارة، وكيف توقف على تفاصيل أبوظبي في تلك الفترة النادرة التدوين، ليجد الأرجوزة زاخرة بالمفردات باتت مجهولة الآن، مع أسماء الشخصيات والمواقع العمرانية والأماكن الجغرافية ليبدأ رحلته عن تفاصيل كل هذه الأسماء برحلة جديدة بين الوثائق والمخطوطات ومراجع محلية ومقابلة بعض كبار السن، ويجد في الرحلة سجلاً توثيقياً كبيراً شبه غائب اليوم، حيث كانت الأرجوزة سجلاً بمعنى الكلمة على صعيد الشعر واللغة والتاريخ والأدب، لتقوده الرحلة إلى الرحلة الشابورية من خلال معرفته بالشاعر الكويتي الذي عمل على توثيق رحلاته الأدبية من خلال الشعر وباحترافية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :