أكد الدكتور أحمد النصيرات المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، أن نهج التميز والإبداع الذي أرسى دعائمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، دعامة أساسية لتحقيق عمل حكومي إبداعي متميز، وفق أفضل الممارسات العالمية. جاء ذلك خلال ندوة من سلسلة الندوات والملتقيات المعرفية الحكومية تحت شعار القيادة متطلبات وطموحات التي نظمها برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، بحضور عبد الله الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، ومطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، وعدد من مديري الجهات الحكومية، وأكثر من 350 شخصية من المسؤولين والموظفين. بدأت الندوة بالوقوف دقيقة حداداً على شهداء العمل البطولي للقوات المسلحة الذين ضحوا بحياتهم خلال عملية إعادة الأمل في اليمن، مؤكدين أن النهج الذي تسير عليه قيادة دولة الإمارات وشيوخها اليوم هو النهج نفسه الذي خطه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومشددين دعمهم للقيادة في حربها لإعادة الشرعية والأمل إلى اليمن الشقيق. واستهل الدكتور النصيرات بقوله: سنواصل جهودنا الحثيثة في تطوير الأداء والعمل الحكومي لضمان تحقيق رؤية القيادة الرشيدة التي تعمل لإسعاد الناس ورفاهية المجتمع، مضيفاً أننا نعيش عصر التغيرات الطموحة والتحديات الكبيرة، واستجابتنا لها يجب أن تكون سريعة وفعالة، مركزين على الإبداع واستمرار العطاء. وأشار النصيرات إلى الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز قائلاً: إن هذا البرنامج الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليصنع تأثيراً إيجابياً وملموساً في أداء ونتائج وخدمات وثقافة وأساليب عمل القطاع الحكومي بدبي، ونحن نعاهد سموه، على استمرار البذل والعطاء والتطوير المستمر لأساليبنا وطرق، عملنا بما يخدم الوطن والمواطن. من جانبه، أكد مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات أن القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحرص على إعداد القيادات الوطنية الشابة ليكونوا قادرين وجاهزين لتحمل مهامهم ومسؤولياتهم في استكمال مسيرة البناء والتنمية، مشيداً بمبادرة برنامج دبي للأداء الحكومي في تنظيم منتديات وملتقيات معرفية يتم فيها استضافة الشخصيات القيادية في الدولة لتقديم خبراتهم وتجاربهم وقصص نجاحهم للموظفين من قيادات الصفين الثالث والرابع في الحكومة. ولفت الطاير إلى أن القائد المتميز يركز على تحقيق الأهداف بفعالية وعلى القائد تشجيع الموارد البشرية على التفكير بطريقة إبداعية وعليه تقبل الأفكار التي تكون خارج الصندوق، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قدوتنا في ذلك، فقد كانت فكرة إقامة الجسر العائم بدبي هي إحدى الأفكار الإبداعية التي طرحها سموه وتابع إنجازها وتنفيذها على أرض الواقع. القيادة امتلاك القدرة بدوره قال الدكتور علي سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية أصبحت القيادة في عصرنا الحاضر علماً وفناً قائماً بذاته يبحث ويدرس ويحظى بالكثير من الاهتمام والعناية لما للقائد والقيادة من أثر عظيم على المؤسسات والمجتمع، وأن القيادة هي امتلاك القدرة على التأثير في الآخرين وسلوكهم وتحريكهم نحو تحقيق رؤى وأهداف محددة. وأضاف المري: ناقشت الندوة متطلبات القيادة الناجحة وكيفية صقل القياديين وتأهيلهم، مستفيدين في ذلك من تجارب وأمثلة واقعية مستقاة من دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تتميز بتجربة قيادة ثرية إذ حباها الله بقادة أسسوا لنهضتها دولة حديثة، وكانوا أساس نجاح مسيرتها نحو المكانة التي تحتلها اليوم في مصاف الدولة المتقدمة، ويستمر قادة الإمارات في توظيف طاقاتهم وطاقات المجتمع والدولة لتحقيق المزيد من الرفعة والازدهار للوطن. لا مكان لكلمة مستحيل وقدم ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية ونائب رئيس الاتحاد الإماراتي لرياضة المعاقين والمدير التنفيذي لنادي دبي للمعاقين محاضرة بعنوان: قيادة وطموح لا مكان لكلمة مستحيل استعرض فيها تجربته الشخصية الملهمة قائداً وعرض تجارب عالمية لقادة تحدوا الصعاب وواجهوا التحديات. وذكر العصيمي أنه لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القادة وأن القائد الناجح هو من يحول التحديات إلى فرصة للتقدم ويعتبر الصعاب محك لصقل الشخصية وتقويتها. مجتمعي مبادرة للجميع ومبادرة مجتمعي مكان للجميع التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي مبادرة متميزة ومهمة تحفظ حقوق فئات المجتمع كافة، خاصة فئة ذوي الإعاقة، وتمثل معايير فئة الجهة الحكومية الصديقة لذوي الإعاقة التي أطلقها برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز أفضل الممارسات التي يمكن أن تطبقها الجهات الحكومية للمساهمة في تحقيق أهداف تلك المبادرة وجعل دبي مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة بحلول عام 2020. تخلل الندوة عرض فيديو لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يعود الى 1999، يتحدث فيه سموه عن القيادة ومقوماتها، ما يؤكد أن فكر سموه سابق لعصره. محاور تناولت الندوة عدداً من المحاور التي تصب في ترسيخ مفاهيم التميز والإبداع، وأوضحت التوقعات من قيادات العمل الحكومي، والتحديات التي تواجه القيادات في الحكومة، بالإضافة إلى تحديد أبرز سمات التميز في القادة ودورهم في إسعاد الموظفين والمتعاملين، وكيفية استدامة إعداد صفوف من القيادات. وأكد المشاركون خلال الندوة أن القيادة المتميزة هي القيادة التي تطوع كل الجهود وتسخر الموارد المتاحة كافة، لتحقيق رؤية الجهة وإسعاد الناس ورفعة الوطن، مهما واجهها من تحديات خلال عملها. ولفت المشاركون إلى أن الابتكار في الجهات الحكومية ليس أمراً ترفياً بل أمر يحدد مدى نضج عمل الجهة الحكومية، كما أن القائد المتميز هو الذي يستطيع أن يحقق مأسسة الابتكار في الجهة بما يتناسب مع متطلبات المتعاملين، والموظفين والتغيرات التي تطرأ على المجتمع. وأوصي المشاركون بالتأكيد على ضرورة نقل الخبرات لقادة المستقبل هي إحدى مهام القائد الأساسية، وما يقدمه برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز في ندواته المعرفية هو منصة فعالة لقادة الجهات الحكومية لتمكينهم من تحقيق ذلك. وأن العمل المؤسسي لا يعتمد على وجود القائد الدائم في مكان العمل، والقيادة الناجحة هي التي تمكّن الموارد البشرية وتمنحهم الصلاحيات اللازمة لتحقيق الأهداف ضمن الأنظمة والآليات المطبقة. واختتمت الندوة بجلسة تفاعلية تضمنت مناقشة أنماط القيادة المختلفة وخصائصها وأمثلة عنها، وكيف أن يكون الفرد قائداً ناجحاً، إضافة إلى نشاط تفاعلي لدعم الخصائص القيادية عند الحضور.