الأسهم والنظرة التفاؤلية

  • 9/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمود أحمد مُنشي تتمتع بلادنا، والحمد لله، باقتصاد قوي بسبب الطفرة الهائلة التي نعيشها، نتيجة الخطط التي تم وضعها لمستقبل اقتصادي واعد، ثم ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، من أرضية اقتصادية واستثمارية مناسبة، أدت إلى استقرار وثبات الاقتصاد في بلادنا، وبالتالي اكتتاب كثير من المواطنين في الأسهم نتيجة النمو الاقتصادي المضطرد، وعدم الخوف مما يحصل في العالم من اضطراب وتذبذُب في سوق الأسهم. وعلى المواطن السعودي، والمقيم أن يعرف أن الدولة، وفقها الله، ماضية قدماً في تحقيق استقرار الاقتصاد السعودي، وجعله في مصاف الاقتصادات الأكثر حضوراً، وأن القائمين على سوق المال يراقبون عن كثب ما يحصل في الصين، وأوروبا من انتكاسات متلاحقة، وأن حكومتنا الرشيده تسعى بجد إلى تذليل المعوقات، التي تعترض اقتصادنا، بل وإلى جعله اقتصاداً قوياً متنامياً، إن شاء الله، وهو ما سينعكس على المواطن برفع معدل دخله، وبالتالي دعم وتحسين الاقتصاد بشكل عام، لذا أخاطب المواطن بألا يخاف مما يحصل من حولنا من تدهور وهبوط، وتذبذب في سوق الأسهم. لكن هناك خلل يجب العمل على تلافيه، وتصحيحه لكيلا تقع الفأس على الرأس، وبعد ذلك لن يُصلح العطار ما أفسده الدهر. وأنصح إخواني المواطنين بعدم الانجرار خلف التسهيلات البنكية المغرية لخطورة عواقبها، ولعدم الوقوع في فخ الديون، وبالتالي خسارة كل ما يملكه الشخص من مدخرات، لأن البنك يهمه في المقام الأول المحافظة على أمواله دون النظر إلى ما يتكبده المستثمر من خسائر وديون. والتداول حينما يكون صحيحاً، وطبقاً للمؤشرات، يعطيك أفضل الفرص للنجاح، لذلك يجب أن تكون لديك استراتيجية تجارية، وتتضمن مجموعة من القواعد، التي تلتزم بها، ما سيساعد على حمايتك، كما يجب أن تكون ملمَّاً بهذه «المضاربة»، وتحتاج إلى نفس طويل، ودراية، وحنكة في هذه التجارة الواسعة، وكذلك إلى احترافية ومهنية. كما يجب على المستثمر أن يعلم أن هيئة السوق عندما أعلنت عن بدء إجراءات دخول المستثمر الأجنبي إلى السوق، كانت القوى الدافعة لاتزال موجودة فيه، وأن الشائعات تلعب دوراً مهماً في سوق الأسهم، لكن الأمور إن شاء الله بخير ومشجعة للمستثمر الذكي، الذي يشتري خلال فترة الهبوط، وبداية الصعود، ويجب أن يدخل هذا السوق، كما أسلفنا، مَنْ له باع وخبرة وإلا خسر، وضاعت كل مدخراته. لقد حصلت انتكاسات كبيرة في الاقتصاد الصيني نتيجة اندفاع عشرات الملايين في الصين ممَّن ليس لهم خبرة في هذا المجال نحو السوق، ما أدى إلى تكبدهم خسائر فادحة، وليست أوروبا في معزل عمّا حصل في الصين، لكننا، إن شاء الله، لن نتأثر كثيراً مما حصل في الشرق والغرب. نعم نحن جزء من هذه المنظومة العالمية بطبيعة الحال، واقتصادنا تأثر نوعاً ما، لكن حرص الدولة، وفقها الله، واتخاذها قرارات مهمة، ساهما في الحفاظ على تماسك اقتصادنا، والحمد لله. يجب على المسيِّرين، والمسؤولين في إدارات البنوك، أن يقوموا بشكل جدي بالتخفيف من «تسييل المحافظ في البنوك»، وبالتالي المساهمة بقدر كبير في إحداث توازن يجنِّبنا خسائر كبيرة، يتكبدها قليلو الخبرة في عمليات التداول. إذا تم تسيير الأمور بالشكل المطلوب، لتفادي ما حصل من حولنا من تجاذبات، وانتكاسات جراء التسرع في الكسب بلا دراية ولا علم، فإننا سنستطيع تعديل الأمور، وتجنب كثير مما وقع حولنا. إن قيادتنا الحكيمة تسعى بكل جد إلى إيجاد الحلول المناسبة لتجنب هذه الأخطار، شريطة أن يفكر المستثمر بالطريقة الصحيحة، وألا يتهور. إن المواطن هو حجر الزاوية في كل خطط التنمية، وهو الركيزة الأساسية، وتعوِّل الدولة عليه لكونه حجر الأساس لاقتصادنا المتنامي، وثقتنا كبيرة في أن اقتصادنا سيظل كما نأمل، بإذن الله، وسوف نتفادى هذه الكبوة، ليصل اقتصادنا إلى آفاق أوسع.

مشاركة :