حذر رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، من “محاولة انقلاب عسكري”، بعد أن قالت القوات المسلحة إنه يجب على حكومته الاستقالة. وشوهد باشينيان يقود مسيرة مع أنصاره في العاصمة يريفان بعد أن نظمت المعارضة مسيرة مناهضة له. واستشاط الجيش غضبا بسبب إقالة رئيس الوزراء لكبار القادة العسكريين وانتقاده لأدائهم. وواجه باشينيان احتجاجات حاشدة بعد خسارته النزاع، العام الماضي، مع أذربيجان بشأن ناغورنو-كاراباخ. وتعد ناغورنو-كاراباخ منطقة معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان، لكنها كانت تحت سيطرة أرمينيا منذ هدنة 1994. وخلال الأسابيع الستة الدامية من القتال في أواخر العام الماضي، لم تستعيد أذربيجان مناطق حول جيب ناغورنو-كاراباخ فحسب، بل استولت أيضا على بلدة شوشا الرئيسية داخله. وبموجب الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا، بعد وقت قصير من اندلاع المواجهات، احتفظت أذربيجان بالمناطق التي استولت عليها. ونُشرت المئات من قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة المتنازع عليها. ماذا قال باشينيان؟ قال رئيس الوزراء، 45 عاما، في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك، إنه اعتبر تصريحا للجيش في وقت سابق الخميس “محاولة انقلاب عسكري”. وحث أنصاره على التجمع في ساحة الجمهورية في قلب يريفان، وشوهد بعد ذلك بوقت قصير وهو يسير حاملا مكبر صوت و محاطا بالآلاف من مؤيديه في شوارع المدينة. وألقى باشينيان لاحقًا خطابا عاطفيا أمام مؤيديه. وفي غضون ذلك، نظم أنصار المعارضة مظاهرة مناهضة له في العاصمة، قائلين إنه يجب على باشينيان أن يرحل. ولم ترد أنباء عن وقوع أعمال عنف. وكان رئيس الوزراء – الذي نجا مؤخرا من عدة محاولات في البرلمان لإقالته – قد أقال أونيك غاسباريان، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة. ماذا قال الجيش؟ أصدر الجيش بيانا بعد أن أقال باشينيان، إبتداء، تيران خاتشاريان، النائب الأول لغاسباريان. وجاء قرار الإقالة بعد أن سخر خاتشاريان من مزاعم باشينيان بأن صواريخ قدمتها روسيا قد فشلت في ضرب أهداف خلال القتال في ناغورنو-كاراباخ. ويربط تحالف عسكري روسيا مع أرمينيا كما أن لديها قاعدة عسكرية هناك لكنها لم تتدخل أثناء الصراع. كما تقيم روسيا علاقات وثيقة مع أذربيجان، وقد باعت أسلحة لكلا البلدين. كانت أذربيجان مدعومة بشكل علني من قبل تركيا خلال القتال. وقال الجيش في بيان إن “رئيس الوزراء والحكومة لم يعد بإمكانهما اتخاذ قرارات معقولة”، بحسب وكالة الأنباء الرسمية “أرمنبريس”. وأضاف “لفترة طويلة، كانت القوات المسلحة الأرمينية تتسامح بصبر مع “هجمات” الحكومة الحالية بهدف تشويه سمعة القوات المسلحة، لكن كل شيء له حدود” واتهم البيان حكومة باشينيان بارتكاب “أخطاء جسيمة في السياسة الخارجية” أدت إلى أن تكون الدولة الأرمينية على “وشك الدمار”. وأضاف البيان أن “الجيش كان دائما مع الشعب مثلما كان الشعب مع الجيش”. ما هي ردود الفعل؟ قال الرئيس، أرمين سركسيان، إنه يتخذ خطوات عاجلة لإنهاء الأزمة السياسية، كما حث جميع الأطراف على “ضبط النفس والتحلي بالحكمة”. وأيد حزبان معارضان مطلب الجيش باستقالة باشينيان وحكومته، وحثا رئيس الوزراء على تجنب الحرب الأهلية. كما حث جهاز الأمن القومي، في بيان، جميع الأطراف على “الامتناع عن الأعمال التي تهدد الأمن القومي”. في غضون ذلك، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن موسكو تراقب الوضع في أرمينيا “بقلق”، ودعا إلى التهدئة.
مشاركة :