مسبار تيانون-1: فخر الصين في الوصول إلى كوكب المريخ

  • 2/25/2021
  • 00:00
  • 140
  • 0
  • 0
news-picture

على الساعة 6:29 يوم 24 فبراير بتوقيت بكين، استطاع المسبار الصيني لاستكشاف المريخ "تيانون1" ولأول مرة من النفاذ إلى موضع الوقوف النهائي في مدار كوكب المريخ بعد ثلاث مناورات. وسوف يعمل المسبار على موضع الوقوف النهائي لمدة 3 أشهر ويبدأ الاستكشاف العلمي. وقبل هذا التاريخ كان المسبار قد دخل مدار الكوكب الأحمر يوم 10 فبراير بتوقيت بكين ليصبح بذلك أول قمر صناعي صيني للمريخ. منذ أن انطلق هذا المسبار في رحلته إلى المريخ يوم 23 يوليو 2020 استطاع قطع 475 مليون كيلومتر لكي يتمكن من الفرملة بنجاح في الفضاء ثم يدور حول مدار المريخ وقد أعطى نجاح العديد من الروابط الرئيسية أُسُسًا أكثر صلابة لمهمة الصين لاستكشاف المريخ. باعتباره الهدف الأول ضمن استكشاف الكواكب، يمثل المريخ حلم استكشاف الحياة خارج كوكب الأرض وأسرار الكون. لقد اتخذ الإطلاق الناجح للمسبار تيانون-1 الخطوة الأولى في استكشاف الصين للكواكب البعيدة، وهو يمثل أيضا خطوة رئيسية للشعب الصيني للذهاب إلى أبعد من ذلك في الفضاء السحيق. فمن بناء محطة فضائية بارتفاع مئات الكيلومترات، إلى الاستكشاف العميق للقمر على بعد أكثر من 380 ألف كيلومتر، ثم إلى المريخ على بعد مئات الملايين من الكيلومترات، فإن التقدم المستمر للصين في مجال الفضاء محفور بجهودها الدؤوبة لتحقيق هدف استكشاف الفضاء السحيق. إن عملية الفرملة في الفضاء بالنسبة للمسبار عملية معقدة للغاية لذلك لديه فرصة واحدة فقط ليطبقها بنجاح، وبالتالي فإن وصوله السلس لا يمثل اختبارا للقدرة الفنية لموظفي الفضاء الصينيين فحسب، ولكنه يعكس أيضا شجاعتهم في الابتكار تحت مخاطر عالية. تُعرف الأنشطة الفضائية بأنها صعبة للغاية، كما أن استكشاف الكواكب ينطوي على مخاطر عالية وصعبة بشكل خاص. لم تحقق مهمة استكشاف المريخ التي بدأت في الستينيات سوى نصف معدلات النجاح. كما أن فرصة الذهاب إلى المريخ مرة كل 26 شهرا وتستغرق الرحلة الواحدة مئات الملايين من الكيلومترات مما يتسبب في تأخر الاتصالات، ناهيك عن البيئة المعقدة والغريبة تماما عن الأرض، وبالتالي فإن جميع أنواع المخاطر غير المعروفة تحتاج إلى حل عبر سلسلة من الابتكارات التكنولوجية. خلال هذه العملية واستجابة للمشاكل والتحديات الجديدة تم باستمرار ابتكار أفكار وتقنيات خارقة للعادة وتم فتح مسارات جديدة لتحقيق اختراقات مبتكرة في تكنولوجيا وعلوم الفضاء. من الإبتكار العلمي والتكنولوجي لمسبار المريخ تيانون-1 إلى العينات القمرية التي عاد بها مسبار القمر تشانغ آه 5، إلى التقدم فى بناء محطة صينية فضائية، إلى الغواصة الصينية فندوتشه التي استطاعت الوصول إلى عمق 10909 متر في قاع المحيط وتحقيقها رقما قياسيا عالميا، إلى نظام الحوسبة الكمومية "جيوتشانغ" الذي جعله يحقق تفوقا كميا على المستوى العالمي، تظهر كل هذه الإنجازات أنه طالما حافظت الصين على التصميم والشجاعة للابتكار فإنه بإمكانها إتقان التقنيات الأساسية في المجالات الرئيسية ودعم التطوير عالي الجودة بالاعتماد على الذات والتحسين الذاتي للعلم والتكنولوجيا.

مشاركة :