في الوقت الذي تعزز فيه تقارير اقتصادية القيمة العالية التي تنطوي عليها مؤشرات الصناعة التعدينية وتأثيراتها التنموية المحلية، ضمت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" إلى حقيبتها الإدارية والتشغيلية مؤخرا مدينة وعد الشمال التي تعد مدينة تعدينية متكاملة بشمال شرق مدينة طريف في منطقة الحدود الشمالية. وكشف سامي الحسيني مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة في هيئة المدن الصناعية ل"الرياض" أن تكليف "مدن" بإدارة وتشغيل مدينة وعد الشمال يعكس في عمقه ثقة قيادة البلاد بقدرات أبناء الوطن على إدارة أضخم المشروعات التي تعنى بالنهضة الاقتصادية والاجتماعية، وتضع بالتالي بلادنا في موقع متقدم على قائمة التنافسية الدولية من خلال الاختيار الواعي الذي رافق تأسيس حزمة من المدن الصناعية التي مثلت نقلة، وإضافة مهمة للرصيد الصناعي والتنموي وباتت قادرة على إحداث الفارق في توجهنا الاقتصادي. وأضاف أن الصناعات بأنواعها البسيطة والمعقدة باتت الخيار الإستراتيجي الأقوى للمملكة، وهو توجه تحكمه التحولات الماثلة في الاقتصادات كقوة المنافسة وتطورات التقنية المتسارعة، ومناخ الانفتاح والعولمة وكلها تشكل تحديات لكي نبقى في جو المنافسة وهذا ما تخطط له الدولة في اعتماد نهج التطور الصناعي، من خلال تأسيس المدن الصناعية والتخطيط لخلق توازن اقتصادي بالتركيز على التوزيع الجغرافي المدروس، ودعم المصانع القائمة، وتعزيز قدرات القطاع الصناعي، وتشجيع رفع معدلات الإنتاجية ومعايير الجودة إلى أعلى المستويات. وحول قدرة "مدن" على إدارة وتشغيل مدينة واعدة مثل وعد الشمال، أوضح الحسيني أن خبرة "مدن" تنطوي على تجربة إدارية وتشغيلية وإشرافية عميقة، مبيناً أن التكليف المقدر يأتي في إطار ما حققته "مدن" كأكبر مطور للأراضي الصناعية في المملكة من نجاحات ملحوظة في إدارة وتشغيل 34 مدينة صناعية على مستوى البلاد زادت معها المصانع المنتجة والمصانع التي تحت الإنشاء من 1950 مصنعاً في عام 2007 إلى 5600 مصنع في عام 2014 بزيادة تقدر ب178%، وباتت بذلك أكبر حاضنة للمصانع الوطنية، فضلاً عن خبرات موازية في استقطاب المزيد من الاستثمارات المتنوعة التي ترافقت مع أعلى المطامح بجلب العلامات التجارية الرائدة، في مختلف المجالات وأصبحت مدنها قادرة على صنع وإنتاج مختلف السلع التي أصبحت تأخذ نصيبها من ثقة المواطن وتتهيأ للتصدير ومن بينها المنتجات الدوائية المتخصصة وأشهر علامات السيارات. يذكر أن وعد الشمال مدينة تعدينية متكاملة شمال شرق مدينة طريف في منطقة الحدود الشمالية، تتوفر فيها كافة مقومات الصناعة والتنمية المستدامة لتوفير الفرص الوظيفية للشباب وتطوير المناطق النائية، ويصل حجم الاستثمارات المبدئية المتوقعة 21 مليار ريال في مدينة وعد الشمال في مشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية، فيما ستنفق الحكومة في هذه المدينة مبلغ 4.5 مليارات ريال إضافية للمشروع لإقامة البنية التحتية والسكنية والخدمات وكذلك الربط الكهربائي وسكة الحديد لمدينة وعد الشمال حيث سيكون مشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية محوراً أساسياً لإنشاء مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية بمساحة 440 كيلو متراً مربعاً.
مشاركة :