شهدت المملكة خلال السنوات القليلة الماضية تغيرات هائلة في الحاجات الصحية، بسبب الارتفاع المتزايد لنسبة الأمراض المزمنة غير المعدية، مثل الأمراض القلبية الوعائية المصاحبة لارتفاع دهون الدم وارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري والأمراض التنفسية المزمنة، لتشكل الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض في السعودية 71 في المئة، بينما تبلغ في العالم 65 في المئة. وتشير الإحصاءات إلى وصول نسبة السمنة إلى 36 في المئة بين أفراد المجتمع السعودي، والتدخين 13.10 في المئة، فيما بلغت نسبة الإصابة بالكولسترول 19.3 في المئة، وارتفاع الضغط 26 في المئة، والسكري 28 في المئة، لمن أعمارهم تفوق 30 سنة. وهذا الرقم في زيادة متنامية سنوياً، فطبقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية هناك واحد من كل خمسة سعوديين مصاب بالسكري وتزداد النسبة لتناهز واحدا من كل ثلاثة مع التقدم في العمر. وتقول استشاري العلاج الطبيعي هناء السبيل، إن المؤشرات الصحية في المملكة ليست بعيدة عن المؤشرات العالمية، بل قد تكاد تكون أسوأ حالاً، "إذ أن الأمراض المعدية أو وفيات الرضع لم تعد أحد أكثر أسباب الوفيات لدينا، إنما هي أمراض القلب والشرايين، حسب مسح المعلومات الصحية الذي أجرته وزارة الصحة بالتعاون مع معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن ونشر في ". وتتابع السبيل: "أضف إلى ذلك الزيادة في معدل الإعاقة الجسدية بسبب هذه الأمراض المزمنة، إذ نجد أن نحو سدس سكان المملكة يعاني من صعوبات في المشي أو الحركة في المنزل أو العمل، وواحد من أكثر خمسة أسباب للإعاقات هو مرض السكري. إن هذه المعدلات ستستمر في الزيادة لارتفاع معدلات عوامل الخطر لتلك الأمراض المزمنة، فربع سكان المملكة يعانون من السمنة و في المئة منهم يعانون من داء قلة النشاط البدني، وخُمسهم من الرجال من المدخنين". وعوامل الخطر هذه، يمكن التحكم فيها وتعديلها بشكل سهل وبسيط، إذ تؤكد السبيل، أن الحل ببساطة يكمن في اتباع أسلوب حياة صحي، أي زيادة النشاط البدني، والتقليل من ساعات الجلوس، والحفاظ على وزن الجسم المثالي، ما يكفل تحسين الحالة الصحية لسكان المملكة بشكل خاص وسكان العالم عموماً، مع الاستعانة بالعلاج الطبيعي الذي يؤدي دوراً رئيسا في مساعدة الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة، لتحسين حركتهم وزيادة النشاط البدني لديهم بشكل يتناسب مع حالهم الصحية.
مشاركة :