بيروت - (أ ف ب): دعت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الجمعة إيران إلى التحقيق فيما إذا كان قد تم استخدام القوة المفرطة من جانب الحرس الثوري في إطلاق نار استهدف مهربين كانوا يحاولون إدخال وقود إلى باكستان المجاورة، وسبب قتلى. وحادثة إطلاق النار في المنطقة الحدودية قرب بلدة سراوان أدت إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح خمسة آخرين على الأقل، بحسب ما أفادت المنظمة الحقوقية نقلا عن نشطاء من البلوش. وأضافت أن الحرس الثوري الإيراني قطع طريقا يستخدم لنقل الوقود قبل إطلاق النار على ما يبدو على أشخاص كانوا يحاولون إعادة فتحه. وأدى ذلك إلى قيام متظاهرين غاضبين بمهاجمة مبان حكومية في كل من سراوان وزاهدان عاصمة سيستان بلوشستان. وقالت باحثة إيران في هيومن رايتس ووتش تارا سبهري فر: «على السلطات الإيرانية إجراء تحقيق شفاف ونزيه على وجه السرعة في إطلاق النار على حدود سراوان». وأضافت: «على السلطات محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وتعويض الضحايا بشكل مناسب، والتأكد من اتخاذ حرس الحدود أقصى الاحتياطات لاحترام الحق في الحياة وحقوق الإنسان الأخرى»، بحسب ما كتبت المنظمة في موقعها. وكان نائب محافظ سيستان بلوشستان محمد هادي مرعشي قد قال يوم الثلاثاء إن إطلاق النار بدأ من الجانب الباكستاني للحدود وأدى إلى مقتل شخص وجرح أربعة. وكثيرا ما كانت محافظة سيستان بلوشستان تمثل مشكلة أمنية للحكومة الإيرانية؛ فالعدد الكبير لأفراد إثنية البلوش المنتشرين على الحدود جعلها معرضة لهجمات حدودية ضد الحكومة أو أهداف شيعية، يشنها انفصاليون ومتطرفون من السنة. وقالت هيومن رايتس إن الافتقار إلى الوظائف في المحافظة ترك أمام السكان البلوش خيارات قليلة بديلة عن السوق السوداء للاتجار مع البلوش على الجانب الآخر من الحدود. وأكدت المنظمة ومقرها نيويورك: «على غرار المحافظات الغربية مثل أذربيجان الغربية وكردستان، أدى الافتقار إلى الفرص الاقتصادية إلى عمل العديد من السكان في التجارة غير المشروعة عبر الحدود مع باكستان والعراق». ومدينة زاهدان هي مركز محافظة سيستان بلوشستان، وتقع على بعد أكثر من 270 كلم شمال غرب سراوان، والواقعة أيضا في المحافظة ذاتها. وشهدت محافظة سيستان بلوشستان اعتداءات عدة في الأعوام الماضية استهدفت قوات الأمن. وينشط في المحافظة انفصاليون من البلوش وجماعات جهادية، سبق للجمهورية الإسلامية أن اتهمت باكستان بدعمهم.
مشاركة :