يشتهر العديد من الخبازين التونسيين بمهارتهم في صناعة الخبز والمعجنات في فرنسا، إذ استطاع عدد كبير منهم منافسة أكبر الخبازين الفرنسيين. محمود مسدي خباز فرنسي من أصل تونسي نجح في تحقيق شهرة من خلال اتقانه لصناعة خبز الباغيت الفرنسي. اعتاد محمود مرافقة والده الذي كان خبازا لمدة ثلاثين عاما منذ الصغر، يستيقظ في الرابعة فجرا في كل يوم ليدرس ويعمل في آن معا، إلى أن دفعه شغفه وحبه للخبز إلى اختيار مهنة أبيه. يذكر محمود ان دراسته للكيمياء والاوزان والمخاليط ساعدته في تفاصيل عمله، فهو يعتبر من افضل الخبازين التونسيين في فرنسا صاحب أفضل باغيت لعام 2018 ويخبرنا محمود عن مهارة التونسيين في صنع الخبز ما يبرر تناوب خمسة خبازين من أصل تونسي على الفوز بجائزة الاليزيه خلال السنوات العشر الأخيرة. خبز محمود الذي زين مائدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليس مجرد رغيف خبز عادي، فعجينته يجب ان تختمر الوقت الكافي، وأن يطبخ جيدا بحيث يكون رطبا منفوخا من الخارج، وبداخله ثقوب على شكل فقاعات غير منتظمة، وعند قضمه يكون هشا مقرمشا، يذوب في الفم. أحلام كبيرة تصل الى العالمية هي تلك التي يسعى لها محمود، فهو يدير ويشرف الآن على اربعة مخابز وسط العاصمة باريس، ويعتزم السفر قريبا لافتتاح فروع جديدة في مدينة تورنتو في كندا شهر مارس المقبل ويأمل بشدة أن يحصل على فرصة تتيح له بدأ مشروعة في لندن.