ألقى اضطراب سوق السندات بظلاله على أسواق الأسهم العالمية، حيث هوت الأسهم الأوروبية بينما تعثرت اليابانية، في حين نجت "وول ستريت" بعد تراجع حاد. وفتح المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع على صعود أمس إثر تراجع حاد للسوق، إذ انتعشت أسهم شركات التكنولوجيا لكن الثقة ما زالت هشة، مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية إلى أعلى مستوى لها في عام. وبحسب "رويترز"، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 0.7 نقطة إلى 31401.29 نقطة، بينما ارتفع ستاندرد آند بورز 10.3 نقطة أو 0.27 في المائة، مسجلا 3839.66 نقطة، وتقدم ناسداك 113.5 نقطة أو 0.86 في المائة ليصل إلى 13232.901 نقطة. بينما هوت الأسهم الأوروبية 1.5 في المائة أمس، بقيادة شركات التعدين والتكنولوجيا، إذ أدت قفزة في عوائد السندات ومخاوف بشأن ارتفاع تقييمات الأسهم لإلحاق الضرر بالطلب على الأصول العالية المخاطر، والمؤشر القياسي للأسهم الأوروبية بصدد تسجيل أسوأ أداء في يوم واحد هذا الشهر. وآسيويا، تراجعت الأسهم اليابانية أمس، مسجلة أكبر انخفاض يومي في نحو عام بعد أن تسببت قفزة في عوائد السندات العالمية في إثارة قلق المستثمرين المتوترين بالفعل جراء اتساع تقييم السوق. ونزل مؤشر نيكاي القياسي 3.99 في المائة إلى 28966.01 نقطة، ليبلغ أدنى مستوياته في نحو ثلاثة أسابيع. وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 3.21 في المائة إلى 1864.49 نقطة. وسجل المؤشران أكبر انخفاض لهما في يوم واحد منذ نيسان (أبريل) من العام الماضي. وانخفضت جميع المؤشرات الفرعية للقطاعات في بورصة طوكيو البالغة 33، فيما تراجعت قطاعات شركات صناعة الآلات الإلكترونية والأدوية والعقارات ما يزيد على 3 في المائة. واستسلمت الأسهم المرتبطة بأشباه الموصلات، التي كانت ضمن القطاعات الرئيسة، التي قادت السوق للارتفاع لأعلى مستوى في 30 عاما، لمبيعات كثيفة، بعد أن نزلت أسهم شركات الرقائق الأمريكية 5.8 في المائة. وتراجع سهم سومكو 5.59 في المائة، بينما نزل سهم ليزرتك 5.33 في المائة. وانخفض سهم أدفانتست 7.51 في المائة، بينما خسر سهم سكرين هولدينجز 6.53 في المائة. وأدت حالة من الحذر إزاء ارتفاع التضخم وضعف اعترى عطاء سندات أمريكية إلى تعزيز عوائد السندات العالمية، ما ثبط شهية المستثمرين للمخاطرة. وأشار محللون إلى الارتفاع القوي للسوق كمساهم في انخفاضه الحالي أيضا، وقال سويشيرو مونجي كبير الاستراتيجيين لدى نيشيمورا للأوراق المالية "باختصار، السوق ارتفعت أكثر من اللازم". وتراجعت الأسهم في منطقة آسيا والهادئ أمس عقب خسائر كبيرة في بورصة وول ستريت، البارحة الأولى، جراء زيادة في عائدات السندات. وأغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسة على انخفاض حاد البارحة الأولى، وسجل مؤشر ناسداك المجمع أكبر هبوط يومي له بالنسبة المئوية في أربعة أشهر، مع استمرار الضغوط على شركات التكنولوجيا عقب ارتفاع في عوائد السندات الأمريكية. وبلغ عائد سندات الخزانة القياسية لأجل عشرة أعوام أعلى مستوياته في عام عند 1.614 في المائة، ما حدا بالمستثمرين القلقين من ارتفاع التقييمات إلى البيع لجني الأرباح في بعض أسهم النمو التي كانت تشهد ارتفاعات فلكية. وتجاوز عائد سندات الخزانة عائد توزيعات مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ماحيا الميزة القوية لعائد سوق الأسهم. وقال بيتر توز، مدير تشيس إنفستمنت كاونسل في تشارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا، "أسعار الفائدة أمر مهم. عند 1.5 في المائة، أصبح العائد يضاهي عائد توزيعات ستاندرد آند بورز 500.. ولا مخاطر رأسمالية في سندات العشرة أعوام، رأس المال سيرجع إليك. فجأة أصبحت قادرة على منافسة الأسهم". وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الضخمة "أبل" و"أمازون.كوم" و"مايكروسوفت" و"ألفابت" و"فيسبوك" و"نتفلكس". وعلى الرغم من تراجع السوق عموما، عاودت أسهم جيم ستوب صعودها القوي بعدما قفزت لمثليها في الجلسة السابقة، ما أوقد شرارة سلسلة من تعليقات التداول في بورصة نيويورك، وأفضى إلى عودة مفاجئة للأسهم، التي يحتفى بها المستثمرون الأفراد ممن يتداولون عبر الإنترنت. وعربيا، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية 0.2 في المائة، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 1745.9 نقطة. وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمان خلال الأسبوع الماضي نحو 7.6 ملايين دينار أردني، مقارنة بـ7.1 ملايين دينار أردني الأسبوع السابق، وبنسبة ارتفاع 7.0 في المائة، فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 38.0 مليون دينار أردني، مقارنة بـ28.4 مليون دينار للأسبوع السابق. أما عدد الأسهم المتداولة، التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع المنصرم، فبلغت 34.2 مليون سهم، نفذت من خلال 15140 صفقة. وفي لبنان، أغلق مؤشر "بلوم إنفست" لتبادل الأوراق المالية والأسهم في بورصة بيروت أمس على ارتفاع 0.41 في المائة أي ما يعادل 1 نقطة، ليغلق عند مستوى 692.29 نقطة. وبلغ معدل الأسهم المتداولة 25 ألفا و619 سهما، بقيمة 507 آلاف و608 دولارات أمريكية، نفذت من خلال 20 صفقة، كما ارتفعت قيمة رأس المال للشركات المدرجة لتصل إلى سبعة ملايين و94 ألف دولار، مقارنة بسبعة ملايين و66 ألف دولار لجلسة التداول السابقة.
مشاركة :