مقالة خاصة: فلسطينية تطهو الطعام وتقدمه مجانا لعائلات فقيرة في غزة

  • 2/26/2021
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تتطوع سيدة فلسطينية تقطن في حي مكتظ وفقير في غزة لطبخ كمية كبيرة من الطعام تكفي لتوزيعها على عشرات الأسر المحتاجة. وتقوم سميرة أبو عمرة في الأربعينيات من عمرها من حي الزيتون شرق مدينة غزة، بمبادرتها مرتين في الأسبوع بتبرع من جهات من الخارج. وبدأت أبو عمرة، وهي أم لثمانية أبناء، مبادرتها الفردية بعد أن تبرع عدد من النساء من الكويت ببعض المال الذي قررت مشاركته مع جيرانها من خلال طهي الطعام وتقديمه لهم مجانا. وتقول أبو عمرة (48 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كانت تحرك حساء البطاطس في إناء كبير موقد تحته نار، إن "الناس هنا نادرا ما يأكلون اللحوم لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفها، لذا أحاول مساعدتهم بوجبات لذيذة". ويعتبر قطاع غزة موطنا لآلاف العائلات المحتاجة التي تفتقر إلى ضروريات الحياة الأساسية، بما في ذلك المأكل والملبس والمسكن المناسب. ويسجل القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة معدلات قياسية من الفقر والبطالة بفعل تراكم تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ عام 2007. ومنذ أن بدأت أبو عمرة طهي طعامها "اللذيذ" اعتاد أطفال الحي الحصول عليه في أيام الاثنين والخميس، حيث يصطف العشرات منهم أمام منزل المرأة الأربعينية. وشعر الطفل محمد أحمد (12 عاما) بفرحة عارمة بعدما حصل على حصته من الطعام التي تكفي لعائلته المكونة من عشرة أفراد. ويقول أحمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يحمل إناء متوسطا يمتلىء بالحساء "والدي لا يعمل وليس لدينا نقود لشراء اللحوم". ويضيف "نحن نعيش في منطقة منسية، لا أحد يتذكرنا هنا سوى سميرة فقط هي التي تفعل ذلك.. إنها إمرأة فقيرة وهي تعرف مشاعرنا". وعادة ما يشكر الأطفال أبو عمرة على لفتتها "الطيبة"، متمنين ألا تتوقف عن طهي الأصناف المتنوعة من الأطعمة اللذيذة التي يحبونها. وتقول أبو عمرة "أشعر بالسعادة عندما أرى الابتسامة مرسومة على وجوه الأطفال بمجرد أن يأخذوا طعامهم". وتضيف بشيء من الحزن بأنها "تعرف معنى الفقر وكيف يؤلمني خاصة عندما لا يجد شخص ما طعاما". ويعتبر قطاع غزة أحد أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم. وأعربت أماني السيد، وهي أم في الثلاثينيات من عمرها، عن سعادتها لأنها تمكنت من إطعام أطفالها بمساعدة أبو عمرة. وقالت "ليس من السهل رؤية أطفالك بدون طعام، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل وسط هذه الأزمات الاقتصادية؟"، مضيفة أنه يمكن أن يكون لديها فرص قليلة لطهي اللحوم لأطفالها. وبحسب السيد، فإن زوجها كان فقد وظيفته قبل عام مع انتشار فيروس كورونا في القطاع الساحلي وفرض السلطات المحلية التي تديرها حماس الإغلاق على القطاع. وتتابع "في الماضي، كنت أنا وزوجي قادرين على إبقاء أطفالنا يعيشون حياة كريمة، لكن الآن تغير كل شيء وتدهور الوضع". وبحسب إحصائيات فلسطينية رسمية، يعاني سكان غزة من أزمات عديدة، وعلى رأسها ارتفاع معدل البطالة الذي وصل إلى 46 في المائة خلال الربع الأول من عام 2020. ووفقًا للبنك الدولي، تعد معدلات البطالة في قطاع غزة، الذي يقطنه نحو مليوني شخص، من بين أعلى المعدلات في العالم. وارتفعت نسبة الفقر بين سكان قطاع غزة إلى 53 في المائة، ونسبة الفقر المدقع 33.8 في المائة، بحسب آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. ويعتقد السكان أن تدهور الوضع السياسي وكذلك الاقتصادي من الأسباب الرئيسية لانتشار الفقر في قطاع غزة، ويأملون أن ينتهي الأمر قريباً بمنح أمل لهم في الحياة الكريمة.

مشاركة :