القاهرة 26 فبراير 2021 (شينخوا) افتتحت مصر، اليوم (الجمعة)، معبد "أتريبس" و"مقابر الحواويش"، التي تعود إلى عصري الدولة القديمة والانتقال الأول (2686 قبل الميلاد)، وذلك بعد انتهاء أعمال ترميمهما التي استغرقت عامين، في محافظة سوهاج جنوب القاهرة. وقال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان إن "أعمال ترميم منطقة مقابر الحواويش تضمنت عمل سلالم للمقابر، وتنظيف وترميم النقوش والجداريات الموجودة بها، وتمهيد الطريق إلى الجبانة الصخرية عبر إقامة درج من الحجر الرملي المناسب للطبيعة الأثرية". وشملت أعمال الترميم "إقامة سور حول المنطقة الأثرية بالكامل، وتمهيد مسار الزيارة، وتزويدها ببعض الخدمات منها مبنى خدمات محاط بسور كبير يحتوى على ساحة انتظار سيارات ومكتب بيع التذاكر ومركز زوار ومقر إداري"، بحسب وزيري. أما أعمال ترميم معبد أتريبس، فقد تضمنت "إقامة محاور للزيارة، ووضع لوحات تعريفية وممر خشبي على مسار الزيارة، وتزويدها ببعض الخدمات منها مبنى للخدمات يتضمن ساحة انتظار سيارات ومكتب بيع التذاكر، بالإضافة إلى عدد من المظلات ذات مقاعد موزعة على مسار الزيارة لراحة الضيوف، ومظلة رئيسية ملائمة للموقع ذات مقاعد ومزوده بمعلومات للزائر". وأوضح وزيري، أنه "خلال أعمال تنظيف موقع معبد أتريبس، كشفت بعثة أثرية مصرية ألمانية عن جزء كبير من طريق المواكب المرصوف بالحجر، والمؤدي إلى منطقة المعابد، بالإضافة إلى العثور على مقصورة بالجانب الجنوبي للطريق". من جانبها، قالت إيمان زيدان مساعد وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية إنه تم بناء مركز للزوار بمنطقة مقابر الحواويش، وتزويده بلوحات تعريفية للمنطقة الأثرية، وشاشات لعرض فيلم وثائقي قصير عن تاريخ المنطقة ومشروع التطوير بها. وأشارت إلى أنه "تم إعداد مطويات عن منطقتي معبد أتريبس ومقابر الحواويش مزودة بأكواد QR code، ما يتيح لكل زائر يحمل هاتفا ذكيا قراءة معلومات عن مكان اللوحة باللغات العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والهولندية". وتضم منطقة مقابر الحواويش من الناحية الشرقية جبانتين، إحداهما جبانة أخميم عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا، وبها حوالى 900 مقبرة محفورة في صخور السلسلة الجبلية الشرقية، لكبار الموظفين والكهنة في عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول. وزين بعض هذه المقابر بمناظر عن الحياة الإدارية واليومية والدور السياسي والديني للإقليم التاسع، ونصوص لسجلات أسر بعينها، والمهن التي مارستها تلك الأسر. وحفرت جميع هذه المقابر في الصخر، ولها أبواب وهمية عليها نصوص هيروغليفية، كما زينت جدرانها بمناظر ونصوص هيروغليفية تمثل ألقاب ونعوت أصحاب هذه المقابر وأمهاتهم وأبنائهم وزوجاتهم، بالإضافة إلى موائد للقرابين مختلفة الأحجام. كما زينت بمناظر للحياة اليومية تصور صاحب المقبرة أثناء الصيد في الأحراش، أو مناظر قوارب تحمل الأثاث الجنائزي لصاحب المقبرة، أو عملية ذبح الثيران وحصاد القمح وغيرها من المناظر التي تصور الحياة البرية في الجبل. أما منطقة آثار أتريبس، التي تقع على بعد حوالي 7 كيلومترات غرب مدينة سوهاج، فتعد مدينة أثرية متكاملة كانت تعرف باسم "حوت - ربيت"، نسبة إلى المعبودة المحلية "ربيت"، التي تظهر في شكل أنثى الأسد، وكانت هذه المدينة القديمة تابعة للإقليم التاسع من أقاليم مصر القديمة. وتحتوي المنطقة على ثلاثة معابد تم الكشف عنها حتى الآن، وأهمها المعبد المكرس لعبادة المعبود "مين - رع" وزوجته "ربيت" وابنهما "كولنتيس"، والذي بدأ بناؤه الملك بطلميوس الثاني عشر، وأكمله الأباطرة الرومان. من جهته، أكد وزير السياحة والآثار خالد العناني الاهتمام الكبير الذي تحظى به محافظة سوهاج العريقة من قبل الدولة المصرية لتطوير كافة المواقع الأثرية في المحافظة، التي تتمتع بآثار فريدة ومتنوعة. وأشار إلى طفرة كبيرة ستشهدها الفترة القادمة لتطوير خدمات السائحين بالمواقع الأثرية.