قالت مصادر بالقطاع ومحللون لرويترز، إن واردات الصين من النفط الخام بصدد تسجيل تباطؤ في الربع الثاني بعد أن بلغت أسعار برنت أعلى مستوى في 13 شهرا، مما أدى إلى انحسار الطلب وكبح هوامش شركات التكرير في الوقت الذي تتأهب فيه للإغلاق من أجل أعمال صيانة مزمعة. ودفعت توقعات بتعافي الطلب على الوقود عالميا وشح إمدادات النفط من السعودية والولايات المتحدة العقود الآجلة لبرنت لشهر أقرب استحقاق لأعلى مستوياتها منذ يناير كانون الثاني 2020 هذا الأسبوع، لترتفع بنحو 30 بالمئة منذ يناير. وقالت مصادر إن شركات تكرير النفط الصينية المستقلة، التي تشكل خُمس طلب البلاد على الواردات، أصبحت تحجم عن شراء شحنات في الوقت الذي تدخل فيه موسما يتسم بانخفاض الطلب، بينما لم تلحق الهوامش المحلية بعد بالمكاسب القوية للأسعار العالمية. اقرأ أيضا:تراجع سعر خام برنت بنسبة 0.73% بالأسواق العالمية .. تفاصيل وأدى انخفاض المشتريات من الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، إلى هبوط الأسعار الفورية لدرجات الخام من الشرق الأوسط وروسيا هذا الأسبوع بينما اعترى الضعف أسعار الخام من مناطق أخرى مثل أفريقيا وأميركا اللاتينية. وقال مصدر في مصفاة تكرير صينية "الطلب بطئ للغاية الآن وهناك الكثير من الشحنات المتاحة للاختيار منها" مضيفا أن ارتفاع أسعار النفط أدى إلى فتور الاهتمام بالشراء. وبلغ هامش سعر برنت لستة أشهر، الذي يستخدمه المتعاملون لحساب الجدوى الاقتصادية لتخزين النفط، نحو 3.80 دولار، وذلك في أكبر انخفاض لأسعار العقود الآجلة عن الأسعار الفورية في 13 شهرا. وبلغ هامش برنت للفترة من أبريل إلى مايو 99 سنتا للبرميل وهو أيضا أعلى مستوى في 13 شهرا. ويشير ارتفاع الأسعار الفورية عن تلك في الأشهر القادمة إلى شح الإمدادات ويثبط المتعاملين عن حيازة النفط. ويقول متعاملون لرويترز إن ضغوط تقليص المخزونات كبيرة في مواجهة شهية ضعيفة من مصافي التكرير الصينية. وقال مصدر في شركة تكرير آسيوية "الافتقار إلى طلب كبير، علاوة على ارتفاع قوي للأسعار الفورية عن الأسعار الآجلة، يفرض الكثير من الضغوط على المتعاملين" مشيرا إلى زيادة عدد الشحنات غير المبيعة المقرر وصولها إلى آسيا في مارس وأبريل. ويضغط ضعف الطلب الصيني على الأسعار الفورية لخامات رائجة تباع في الصين مثل خام إسبو الروسي والخام العماني. ونزلت العلاوات الفورية لإسبو تحميل أبريل إلى 1.50-1.60 دولار للبرميل فوق الأسعار المعروضة لدبي من 1.80-2.20 دولار قبل أسبوع، بينما تراجع الخام العماني إلى خصم في وقت سابق من الأسبوع. وقال متعاملون إن خام البصرة الخفيف العراق وخام زاكوم العلوي من الإمارات انخفضا إلى خصومات مقابل أسعار البيع الرسمية في المشتريات الفورية التي قامت بها شركة التكرير هنجلي للبتروكيماويات. ولا تعلق الشركات عادة على عملياتها التجارية. وستُغلق أكثر من عشر شركات تكرير صينية مستقلة، من بينها واحدة تشغلها شركة تشينغ خه للبتروكيماويات، التابعة لكيم تشاينا، ومصفاة تابعة لشركة شاندونغ تشيتشينغ بتروليوم كميكال، لإجراء أعمال صيانة بين مارس آذار ويونيو بحسب شركة الاستشارات الصينية جيه.إل.سي. وتبلغ طاقة كل من الوحدتين خمسة ملايين طن سنويا. وقال تشو قو شيا المحلل لدى جيه.إل.سي إنه من المتوقع انخفاض معدلات تشغيل مصافي التكرير المستقلة إلى أقل من 70 بالمئة في أبريل نيسان من نحو 74 بالمئة حاليا. وقال يان تاو ليو المحلل المعني بالصين لدى إنرجي أسبكتس للاستشارات إنه علاوة على ذلك "ارتفعت كميات الخام الإيراني المهربة إلى الصين، مما قلص مشتريات الخام الصينية في السوق الفورية، وضغط على عمان على وجه الخصوص".
مشاركة :