أقام الأب الدكتور شنودة شفيق، المدير الوطني للأعمال الرسولية البابوية بمصر، مساء أمس الجمعة، لقاءه الثالث حول موضوع (كنيسة المسيح رسالة في العالم)، وذلك مع شباب الرسالات البابوية من مختلف الإيبارشيات (أسيوط - سوهاج - الإسماعيلية - الجيزة - طيبة)، عبر تطبيق زووم .وشارك بحضور اللقاء الأب جوفاني الكمبونى، والأب ارميل الكمبوني من إيبارشية طيبة والاخت ماريا عبده من الراهبات الألمانيات، والأخت ايمان فوزى من راهبات القديس يوسف دي ليو، وذلك بمكتب الرسالات البابوية بكنيسة الأنبا انطونيوس للكلدان الكاثوليك بالظاهر بحضور سكرتيرة وأعضاء المكتب، حيث بدأنا بصلاةوعرف الأب الدكتور شنودة، بان الكنيسة هي جماعة المؤمنين المعّمدين، مؤسسها يسوع ، فهي بطبيعتها مُرسلة لأنها ولدت وتأسست في موته وقيامته. وبحلول الروح القدس يوم العنصرة أصبحت الكنيسة مُرسلة في العالم.وتابع الأب الدكتور شنودة: للكنيسة دور كبير في الرسالة حيث أنها خادمة الرسالة، فالرسالة هي من تصنع الكنيسة وليس العكس. لذلك ليست الرسالة أداة أو وسيلة، إنما هو الهدف الذي لأجله وجدت الكنيسة، فهي نقطة البداية والنهاية.وأضاف "شنودة" أما رسالة الكنيسة هي الدعوة إلى الخلاص،هذه الدعوة غير قاصرة على فئة بذاتها إنما موجهة للجميع، لكل إنسان، لا يوجد خلاص إلّا من خلال المحبة،فإذا غابت المحبة لا تتحقق رسالة الخلاص. هذا ما تممه يسوع المسيح أول مرسل في العالم، لقد تمم رسالته التي أرسله إليها الآب على أكمل وجه وهي خلاص العالم كما كما يعلنه القديس يوحنا في إنجيله: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الأوحد لكي لا يهلك مل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. والله أرسل أبنه إلى العالم لا ليدين العالم، بل ليخلص به العالم" (يو 3: 16-17).وأستطرد الأب الدكتور شنودة بان المحبة ليست كلمة إنما هي فعل، المحبة تعني عطاء الذات، أي منح الحياة في سبيل الآخر. فلا توجد رسالة بدون بذل الذات في الخدمة لآجل الآخرين، كما يقول القديس متى "الذي يريد أن يخلص حياته يخسرها، ولكن الذي يخسر حياته في سبيلي يجدها" (متى 16: 25).الرسالة هي غنى نعيشه وعلينا أن نعطيه ونقدمه للآخرين هذا الغنى هو الله ذاته، الله الذي هو المحبة، القدوس الرحيم، المخلص...ألخ نقدمه لكل إنسان وخاصة الذين لم يكتشفوه أو لم يتعرفوا عليه..لا تتوقف الرسالة على قدراتنا وإمكانياتنا البشرية، إنما على عمل الروح القدس فينا وفي الرسالة التي نقوم بها. فهو الذي يٌرسل ويرافق الكنيسة ويلهمها بكل ما ينبغي أن تفعله أنطلاقأً من احتياجات العالم اليوم.وأختتم بان رسالة الكنيسة في هذه الأيام لم ولن تتغير، فهي كانت منذ بداية المسيحية وستظل. فرسالة الكنيسة أعني الدعوة إلى الخلاص تقوم في الأسرار المقدسة وخدمة المحبة معًا ولا غنى عن واحدة منهما وهذا ما يميز الكنيسة الكاثوليكية عن سائر الكنائس الأخرى في الإرساليات، بينما الذي تغير اليوم عن الماضي هو أسلوب تقديم الرسالة نظرًا لتغير الثقافات ووسائل التقنية الحديثة وسهولة المواصلات مما ساعد على الانتقال وسرعة توصيل الرسالة.
مشاركة :