(كونا) - اكد رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والمستشار بالديوان الاميري ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق ان دول الخليج كانت ومازالت سباقة في اغاثة اللاجئين السوريين منذ اندلاع الصراع في بلادهم في عام 2011. وقال الدكتور المعتوق في تصريح للصحفيين الليلة الماضية على هامش مشاركته في ندوة اقامها جناح الكويت في معرض اكسبو ميلانو 2015 ان الكويت استضافت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بالتعاون مع الامم المتحدة كما احتضنت ثلاثة مؤتمرات للجمعيات غير الحكومية الكويتية والخليجية والعربية والاسلامية بل وتستضيف اجتماعا دوريا كل ثلاثة اشهر لمجموعة كبار المانحين لمتابعة العمليات الانسانية في سوريا. واضاف ان قيمة التعهدات خلال المؤتمرات الدولية الثلاثة للمانحين لدعم الوضع السوري بلغت 7ر7 مليار دولار منها 3ر1 مليار دولار تعهدت بها دولة الكويت وأوفت بها كاملة للمنظمات الانسانية الدولية المعنية بتنفيذ برامج اغاثية في مناطق النازحين السوريين داخل سوريا واللاجئين في دول الجوار كما تعهدت المنظمات غير الحكومية في دولة الكويت بأكثر من 88 مليون دولار. وقال المعتوق انه "بصفتي رئيسا للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية كواحدة من كبريات المنظمات الانسانية غير الحكومية ورئيسا للجنة الكويتية العليا للاغاثة اقول ان الجمعيات الخيرية الكويتية لم تدخر جهدا طوال محنة الاشقاء السوريين" مبينا ان المساعدات تمثلت بتسيير قوافل انسانية للاجئين السوريين وبناء القرى والمدارس ودور العبادة حتى ان المساعدات وصلت للسوريين الذين هاجروا مبكرا الى ارمينيا. واشار المعتوق الى انه وبصفته مبعوثا للامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فقد تابع المنح التي قدمتها بقية الدول حيث ان الامارات العربية المتحدة قدمت منذ بداية الصراع في سوريا اكثر من 539 مليون دولار كما بلغت مساعدات المملكة العربية السعودية على المستوى الحكومي والشعبي ما يزيد على 660 مليون دولار. واضاف ان الحكومة القطرية تبرعت بأكثر من مليار ونصف المليار دولار فيما نفذت المنظمات غير الحكومية القطرية مشاريع اغاثية بأكثر من 97 مليون دولار كما دعمت قطر الصندوق الانساني المشترك ب20 مليون دولار الى جانب مساهمات عينية بقيمة 33 مليون دولار للمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللجئين لدعم جهود الاستجابة الانسانية. كما اشار الى ان دولة قطر اطلقت ايضا مبادرة لتعليم وتدريب السوريين في مارس 2013 تهدف الى توحيد وتنسيق الجهود القائمة في اطار تعليم وتدريب السوريين (لا لجيل ضائع). من جهة أخرى قال الدكتور المعتوق في ندوة أقامها جناح دولة الكويت في اكسبو ميلانو بعنوان (قائد العمل الانساني) بمناسبة الذكرى الاولى لمنح سمو امير البلد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب (قائد للعمل الانساني) وتسمية الكويت (مركزا للعمل الانساني) ان الكويت عرفت العمل الخيري منذ نشأتها على ضفاف الخليج العربي وتنامت لدى الكويتيين قيم التراحم والتكافل والمروءة حيث تمثلت في نجدة الذين انقطعت بهم السبل. واضاف انه بمرور الوقت تطور العمل الخيري وتجذر في نفوس أهل الكويت وأصبح جزءا من عقيدتهم وثقافتهم الإسلامية وسلوكهم اليومي وتوارثت الأجيال عن الآباء والأجداد تراثا هائلا من الأعمال الإنسانية التي تجسدت في بناء المدارس والأعمال الوقفية ومساعدة الجيران لدى سفر عائلاتهم والتكافل في المحن والملمات. ولفت الى ان حب العمل الخيري تنامى لدى الكويتيين فأقبلوا على انشاء المؤسسات واللجان والجمعيات والمبرات الخيرية الواحدة تلو الاخرى وتوجهوا عبر هذه المؤسسات لمساعدة شعوب العالم الاكثر فقرا واحتياجا. واكد ان اختيار سمو أمير البلاد (قائدا للعمل الإنساني) جاء نتاجا لتاريخ حافل بالعمل الخيري والتطوعي وحاضر يفيض بالمبادرات والمواقف الإنسانية لسموه والشعب الكويتي ومستقبل يتطلع خلاله أهل الكويت لسيادة الأمن والسلام الدوليين والتعايش بين الشعوب على أساس قواعد الصداقة والاحترام المتبادل. وأوضح ان المتابع للشأن الإنساني في دولة الكويت يلمس بوضوح أن العمل الخيري شهد في عهد سمو أمير البلاد قفزة هائلة نحو التطور والانتشار والعالمية واحتلال مواقع الصدارة وما ذلك إلا نتيجة لإيمان سموه بنبل الرسالة الإنسانية ودورها في إنقاذ الأرواح وإدخال البهجة والسرور على من انقطعت بهم السبل من النساء والأطفال وانتشال الفقراء من مستنقع الجهل والمرض والعوز. واضاف "أستطيع أن أقول بكل فخر واعتزاز أن سمو الأمير يؤمن إيمانا حقيقيا وراسخا بالعمل الإنساني ورسالته النبيلة قولا وعملا فقد أكد في كلماته بأكثر من مناسبة أن الله سبحانه وتعالى حفظ الكويت وردها إلى أهلها في فترة وجيزة من يد المحتل العراقي الغاشم بسبب حب أهلها للعمل الخيري ومساعداتهم التي انتشرت في جميع أنحاء العالم". ولفت الى ان الكويت أثبتت أنها واحة الخير والسلام حيث استضافت العديد من المؤتمرات والقمم الدولية الإنسانية والتنموية والاقتصادية التي حشدت الجهود والتبرعات الرسمية والشعبية للشعوب المنكوبة كما استضافت ثلاثة مؤتمرات للمانحين لإغاثة الشعب السوري في غضون ثلاث سنوات بلغت حصيلتها حوالي ثمانية مليارات دولار سخرت لدعم الوضع الإنساني في سوريا وبلغت حصة الكويت من هذا المبلغ 3ر1 مليار دولار بالإضافة إلى كل صور الدعم الفني واللوجستي لإنجاح هذه المؤتمرات وبفضل الله تعالى أوفت الكويت بجميع التزاماتها. ورأى المعتوق ان سمو أمير البلاد ضرب نموذجا للأسوة والقدوة الحسنة بتبرعه شخصيا من ماله الخاص بخمسة ملايين و67 ألف دولار لإنشاء وتجهيز قرية للنازحين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن قوامها ألف بيت جاهز بمرافقها الخدمية وهذا يعبر عن إحساس إنساني عال من سموه بمعاناة اللاجئين السوريين ويؤكد بعطائه المتدفق استحقاق سموه لقب قائد العمل الإنساني بالفعل الذي أطلقته الأمم المتحدة. وبين ان التوجيهات السامية فتحت آفاقا جديدة وواسعة للعمل الإنساني الكويتي ووصلت به إلى جميع أصقاع العالم لمساعدة الشعوب الفقيرة وتخفيف معاناة المتضررين من جراء الكوارث والأزمات الانسانية فقد وجه سمو الأمير الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لتدشين حملات إعلامية وشعبية لإغاثة ضحايا الزلازل في باكستان وتركيا والفلبين وضحايا الصراع في مالي والجفاف في النيجر وبنين ومنكوبي المجاعة والتصحر في الصومال وموريتانيا والعمل من أجل إعمار وتنمية شرق السودان ومساعدة ضحايا التعصب العرقي المقيت في بورما وإفريقيا الوسطى وغيرها. وأفاد بأن السجل الإنساني لسمو الأمير يرشحه رمزا للعطاء والإحساس بمعاناة الفقير والمنكوب وطالب العلم والأرملة والمطلقة في العالم في زمن سيطرت النزعات المادية وكثرت فيه الحروب والصراعات الأهلية وتضاعفت فيه أعداد الضحايا والمشردين والنازحين. واكد انه لم يعد اسم دولة الكويت يذكر في اي محفل اقليمي ودولي الا مقترنا بالعمل الخيري مبينا ان في ذلك دلالة كبيرة على حضور دورها الانساني العالمي بقوة وتصدر "صناعة الخير" اجندة شعبها. وشدد على ان دولة الكويت ستظل باذن الله تعالى بسخاء شعبها وعطائها الانساني المتجدد واستجابتها المستمرة لحالات الطوارئ تحتل موقعا رياديا على خريطة العمل الانساني الاقليمي والدولي.
مشاركة :