على الرغم من أن السبب الدقيق الذي يؤدي للإصابة بالوسواس القهري غير معروف حتى الآن، إلا أن الابحاث تظهر أنه من الممكن لهذا السبب أن يكون مقترنا بالعوامل البيولوجية والبيئية. العوامل البيولوجية: يعتبر الدماغ عضواً ذا تركيبة ومبنى شديدي التعقيد. فهو يحتوي على مليارات الخلايا العصبية (Neurons) التي يتوجب عليها التواصل مع بعضها البعض والعمل سوية من أجل أن يعمل الجسم كما يجب، وتتصل هذه الخلايا العصبية ببعضها بواسطة إشارات كهربائية وتساعد بعض المواد الكيميائية الخاصة، والتي يطلق عليها اسم الناقلات العصبية، على نقل الإشارات الكهربائية من خلية عصبية إلى أخرى. كشفت هذه الأبحاث عن وجود صلة بين انخفاض مستويات أحد انواع هذه الناقلات العصبية – واسمه سيروتونين (Serotonin)- والإصابة بمرض الوسواس القهري. كذلك هنالك إثباتات على أن نقص هذه الناقلات العصبية قد يكون أمراً وراثياً، وهو ما يرجح احتمال أن تكون الإصابة بهذا المرض أمراً وراثياً مولوداً. إضافة لهذا، تبين ان بعض الأجزاء في الدماغ تتاثر بنقص السيروتونين الذي يؤدي للاصابة بالوسواس القهري. ويبدو ان هذه المشكلة تتعلق بالقنوات الدماغية التي تربط المنطقة المسؤولة عن الحكم على الامور والتخطيط، بالمنطقة التي تقوم بتصنيف و"غربلة" الاوامر الدماغية المتعلقة بتحريك اجزاء الجسم المختلفة. كذلك، بينت الأبحاث وجود علاقة بين نوع معين من التلوثات – الذي تسببه الجرثومة المكورة العقدية (Streptococcus) - وبين الوسواس القهري. في حال لم يتم علاج هذا التلوث، فان من شانه ان يؤدي لاصابة المريض بالوسواس القهري، كما قد يسبب اضطرابات اخرى لدى الاطفال. العوامل البيئية: هنالك العديد من عوامل الضغط البيئي التي يمكنها ان تسبب الاصابة بالوسواس القهري لدى الاشخاص ذوي الميل للاصابة بهذه المشكلة (المرض). كذلك، هنالك العديد من العوامل البيئية التي يمكنها مفاقمة الوضع القائم الى الأسوأ ومن بينها: التعرض للتعذيب. تغير الظروف الحياتية. المرض. موت أحد الأحباء. تغييرات أو مشاكل قد تواجه الشخص في العمل أو التعليم. القلق على العلاقة الزوجية.
مشاركة :