كشفت البيانات الصادرة عن ورشة عمل "تقييم القائمة الحمراء الإقليمية" الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية، التي نظمها برنامج التقييم العالمي للأنواع البحرية بالتعاون مع جامعة قطر وهيئة متاحف قطر، أن ما نسبته 7% من أصناف الأسماك التي تعيش في الخليج معرضة لخطر الإنقراض إقليميًا. وأرجعت الورشة التي شارك فيها خبراء من المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة وإيران بالإضافة إلى دولة قطر المستضيفة، إلى جانب خبراء دوليين في عالم الأسماك وممثلين عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية، هذه النسبة إلى عدة عوامل أبرزها انخفاض الثروة السمكية بسبب استغلال البيئة البحرية لأغراض الصيد التجارية وتدهور موائل الشعب المرجانية والتغييرات الضخمة التي تواجهها. وأثمرت ورشة العمل التدريبية لتقييم القائمة الحمراء التي عقدت في الدوحة عن هذه النتائج في ضوء دراسة مفصلة للمخاطر النسبية لانقراض الأسماك في الخليج. وبلغ عدد الفصائل الخاضعة للتقييم ما مجموعه 286 نوعا بما يتضمن ذلك الأسماك التي تستخدم لأغراض الصيد التجاري كالهامور والكنعد والحمرا . أما بالنسبة للأسماك التي تعيش في بيئة الشعب المرجانية الملونة والمميزة كسمكة المهرج ، فقد خضعت أيضا للتقييم وفقا لمنهجية القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة. وقال الدكتور عبدالرحمن المفتاح رئيس الباحثين في هذه المبادرة والاستاذ المساعد في العلوم البحرية بجامعة قطر في كلمة له إن "من أهم المحاور التي تطرقت إليها ورشة العمل تحديد الفجوات المعرفية في منطقة الخليج مثل الأخطاء التصنيفية والاعتبارات الإدارية، موضحًا أن نتائج ورشة تقييم القائمة الحمراء في الخليج تؤثر بشكل كبير على مصايد الأسماك التجارية، وبالتالي على ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على المصادر البحرية في المنطقة". وأضاف أنه تقع أغلبية أنواع الأسماك الموجودة في الخليج (ما نسبته 70%) ضمن فئة الأقل تهديدًا، بما معناه أن هذه الأسماك مهددة بالانقرض في المستقبل القريب ولكن بنسبة ضئيلة، في حين تدرج 6% من الأسماك ضمن فئة غير متوفر البيانات، و 3% منها مهددة بالانقراض بدرجة عالية (أي أنها مدرجة تحت فئة "معرضة للانقراض أو مهددة بالانقراض أو مهددة بالانقراض من الدرجة الأولى). وتشير النتائج الأولية لورشة عمل "تقييم القائمة الحمراء الإقليمية" إلى أن الخصائص البيئية النادرة في منطقة الخليج مثل درجات الحرارة القصوى وظروف المحيطات، إلى جانب التهديدات الخارجية التي تؤثر على نطاق واسع في التنمية الساحلية والتلوث وتدهور الموائل والاستغلال هي ما يسهم في زيادة مستوى عرضة هذه الأسماك للانقراض.
مشاركة :