البطريرك الماروني: المطالبة بمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان أتت بعد وصول الحلول لحائط مسدود

  • 2/28/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية الكاردينال بشارة الراعي اليوم (السبت)، أن مطالبته بحياد لبنان وبعقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان برعاية أممية جاءت بعد بلوغ كل الحلول للأزمة اللبنانية حائطا مسدودا. جاء ذلك في كلمة ألقاها الراعي أمام حشود تجمعت في مقر البطريركية في بكركي في شمال بيروت دعماً لمطالبته بحياد لبنان وبعقد مؤتمر دولي لإنقاذه. ولفت الراعي الى ان "خروج الدولة أو قوى عن سياسة الحياد هو سبب كل أزمانتنا والحروب التي وقعت في لبنان"، داعيا إلى "إقرار حياد لبنان وإعطائه صفة دستورية ثابتة". وأشار الى أنه "في كل مرة انحاز البعض إلى محور إقليمي أو دولي انقسم الشعب وعلق الدستور وتعطلت الدولة وانتكست الصيغة واندلعت الحروب". وبرر المطالبة بمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان بأنها جاءت لأن "كل الحلول وصلت إلى حائط مسدود ولم نتمكن في ما بيننا من الإتفاق على مصير وطننا" لكنه دعا السياسيين الى الجلوس على طاولة واحدة للحوار "ونحن مع المعالجة الداخلية". وقال الراعي "طالبنا بمؤتمر دولي لأن كل الطروحات رفضت حتى تسقط الدولة ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة، ونحن نواجه حالة انقلابية على مختلف ميادين الحياة العامة وعلى المجتمع اللبناني وعلى ما يمثل وطننا من خصوصية حضارية في الشرق". وقال "نريد من المؤتمر الدولي أن يثبت الكيان اللبناني المعرض للخطر وأن يعيد تثبيت حدوده الدولية، وأن يجدد دعم النظام الديمقراطي وإعلان حياد لبنان كي لا يعود ضحية الصراعات والحروب". وراى ان على المؤتمر الدولي أن "يتخذ إجراءات لتنفيذ القرارات الدولية المعنية بلبنان لانقاذ استقلاله وسيادته ويسمح للدولة أن تبسط سلطتها على كامل أراضيها من دون أي شراكة أو منافسة". وتابع "نريد من المؤتمر أن يدعم الجيش اللبناني ليكون المدافع الوحيد عن لبنان والقادر على إستعادة القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب من خلال نظام دفاعي شرعي يمسك بقرار الحرب والسلم". وأضاف "نريد من المؤتمر الدولي أن يحسم وضع خطة تنفيذية سريعة لمنع توطين الفلسطينيين وإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم". ودعا "لإحياء الدولة اللبنانية المعطلة والمصادرة" مؤكدا انه "لا يوجد دولتان أو دول على أرض واحدة ولا يوجد جيشان أو جيوش على أرض واحدة". ولم يتمكن لبنان منذ استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت في 10 أغسطس الماضي من تشكيل حكومة جديدة بسبب الخلافات بين القوى السياسية . ووسط الشغور الحكومي، تشترط المساعدة الدولية للبنان للخروج من أزمته الاقتصادية ، تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين تستطيع تنفيذ إصلاحات إدارية واقتصادية ومالية. وفي أغسطس الماضي، كان اطلق الراعي وثيقة بعنوان "لبنان الحياد الناشط" تدعو لتعزيز الدولة كما دعا في مطلع فبراير الجاري إلى "طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي برعاية أممية يثبت لبنان ويوفر ضمانات دائمة لوجوده ويضع حدا لتعددية السلاح". واعتبر أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله في منتصف الشهر الجاري ان تدويل أزمة لبنان هو "دعوة إلى الحرب واحتلال لبنان من قوات اجنبية" محذرا من أن "فرض فكرة التدويل هي لاستقواء بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر". ويشهد لبنان أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية متشابكة أدت إلى ارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المئة وإلى تفاقم البطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الامريكي وتقييدها بالعملة المحلية.

مشاركة :