لن يحجب غياب الأجواء الاحتفالية والسجادة الحمراء الاهتمام عن احتفال إعلان جوائز «غولدن غلوب» الذي يقام مساء اليوم الأحد، فمع أنه سينظّم بالصيغة الافتراضية بسبب جائحة كوفيد-19، سيكون مناسبة تحتفي خلالها هوليوود بمخرِجاتها وتكرّم الممثل الراحل تشادويك بوزمان بعد وفاته. وتستحوذ جوائز «غولدن غلوب» على اهتمام كبير في أوساط السينما الأميركية، ويسعى العاملون في هذا القطاع إلى الفوز بها، وهي قد تعزِّز حظوظ أبرز المرشحين لجوائز الأوسكار، لكنها أيضاً، وعلى العكس، قد تحبط آمالهم. ويُعتبَر «ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن» لأرون سوركين و«نومادلاند» للمخرجة الأميركية من أصل صيني كلويه جاو أبرز الأعمال المرشحة للفوز بجائزة أفضل فيلم، نظراً إلى أنهما يتناولان موضوعين ساخنين مطروحان بقوة راهناً. ففيلم سوركين يتمحور على قمع الشرطة احتجاجات على حرب فيتنام شهدتها مدينة شيكاغو الأميركية عام 1968، في حين يشكّل «نومادلاند» تحية إلى «الهيبيز» المعاصرين إذ يغوص في عالم «سكان المقطورات» الذين يجوبون الولايات المتحدة في مركباتهم القديمة. أما «نومادلاند» فيقتصر حضور النجوم فيه على فرانسس ماكدورماند، إذ تتقاسم الممثلة الحائزة جائزة أوسكار الشاشة مع تشكيلة غريبة من الهواة الذين يعيشون بالفعل على الطريق طوال العام، وهي خطوة «جريئة» يمكن أن تميز الفيلم عن الأعمال المنافسة له، وفقاً لتيم غراي من مجلة «فاراييتي» التي تشكّل مرجعاً في هوليوود. أما الأعمال الأخرى التي تسعى إلى نيل جائزة أفضل فيلم فهي «ذي فاذر» الذي يتناول قصة عجوز يعاني الخرف من بطولة أنتوني هوبكنز، وشريط التشويق النسوي «بروميسينغ يونغ وومان»، و«مانك»، وهو شريط بالأبيض والأسود للمخرج ديفيد فينشر، يغوص في العصر الذهبي لهوليوود من خلال متابعة كاتب السيناريو هيرمان ج. مانكيفيتز الذي يؤدي دوره غاري أولدمان، وإنجاز أورسن ويلز فيلم «سيتيزن كاين» الشهير. أما في فئة أفضل مخرج، فحتى اليوم، لم تفز أي من النساء بهذه الجائزة سوى باربرا سترايسند، إذ نالتها عن فيلمها الموسيقي «ينتل» عام 1984، لكنّ الأمور قد تتغير هذه السنة، إذ تتنافس على الجائزة مخرجتان أخريان هما إيمرالد فينل عن «بروميسينغ يونغ وومان» وريجينا كينغ عن «وان نايت إن ميامي». ومع أن بيت هاموند أقرّ بأنه «عام كانت للنساء فيه أفلام قوية»، فهو حرص على أن يكون حذراً في توقعاته، إذ اضاف «سنرى كيف ستجري الأمور، ففي نهاية المطاف يمكن أن يفوز ديفيد فينشر أو آرون سوركين، الرجلان الأبيضان». ولممثل أميركي أسود فرصة جيدة للفوز بجائزة «غولدن غلوب» هو نجم «بلاك بانثر» الراحل تشادويك بوزمان الذي توفي في أغسطس الفائت جرّاء إصابته بالسرطان، إذ أدى دوراً رائعاً في فيلم «ما رينيز بلاك باتم» الذي تدور أحداثه في عالم الموسيقى في شيكاغو في عشرينات القرن الماضي.
مشاركة :