رئيس المالديف الأسبق لـ {الشرق الأوسط}: «داعش» يسعى إلى تقسيم المجتمع الإسلامي لجماعات متناحرة

  • 9/10/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور مأمون عبد القيوم، رئيس جمهورية جزر المالديف الأسبق، أن «مواقع التواصل الاجتماعي أضحت نافذة آراء الجماعات المتطرفة»، لافتًا إلى أنها تحولت إلى «سلاح ذي حدين قد ينفع أو يضر، وإن لم يكن هناك ضابط ومتحكم في كل ما تبثه، فالضرر سيكون أشد». وأضاف الرئيس الأسبق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته الأخيرة للقاهرة، ومشاركته في مؤتمر إسلامي عالمي نظمته دار الإفتاء، أن «داعش» هو خوارج هذا العصر لأنهم يحاولون تقسيم المجتمع الإسلامي إلى دويلات وجماعات متناحرة، وانتقد اعتداء عناصر «داعش» على المساجد والأبرياء في الدول الإسلامية، مؤكدًا أن «انتشار أعمال العنف وجرائم القتل من قبل الجماعات المتشددة تشوه صورة الإسلام السمحة.. والدين منها براء». وأوضح رئيس جمهورية جزر المالديف أن «شباب الأمة الإسلامية أضحى مستهدفا من قبل الجماعات المتشددة»، ونصح الشباب بالذهاب إلى المراكز الصحيحة لتلقي العلم بقوله: «من أراد الخير لنفسه ولدينه ولأمته فليلزم ثقات العلماء المعروفين بالاعتدال والوسطية»، لافتًا إلى أن «الفتاوى والآراء التي تصدر كل يوم من جهات غير رسمية تختلف عما جاء به الإسلام، وبعيدة كل البعد عن السماحة والوسطية والإسلام»، مضيفًا أن الإسلام دين شامل لكل مناحي الحياة، لأنه وضع ضوابط لكل الأنشطة الإسلامية التي يجب على المسلمين مراعاتها. وشدد الدكتور مأمون عبد القيوم على أن الوقت حان «لتتوحد جهود الفقهاء على مستوى الأمة الإسلامية، لأننا في أمس الحاجة لتوحيد الجهود لنشر المفاهيم الصحيحة للإفتاء»، الذي يتطلب على من يعمل به فهم أصول الدين وفروعه ومبادئه ومقاصد الشريعة ليخبر عن حكم الله، وأهم السنن ومصلحة الأمة، خاصة بعد أن ظهر على الساحة الإعلامية من يتصدر للإفتاء دون علم، لذا فمن الضروري وضع الشروط الخاصة بالإفتاء والعاملين بالفتوى لعلاج ما يدور في المجتمع الإسلامي، حسب قول مأمون. كما دعا الرئيس المالديفي الأسبق إلى تخصيص موقع على الإنترنت يكون وسيلة للشباب المسلم لتبادل الأفكار والآراء حول صحيح الدين، يغذى دائما بكل جديد في مجال العلوم ومدارسة الآراء حول القضايا المعاصرة، للوصول إلى تقارب فكري بين شباب الأمة، الذي يكون دائما مستهدفا. وعن ضرورة وجود آليات معينة لتوحيد الفتوى أو وضع نظام للخطاب الدعوى على مستوى الدول الإسلامية، أكد الدكتور عبد القيوم أن من أهم آليات التواصل حاليا الاتفاق على كلمة واحدة، والوصول إلى صيغة موحدة في تجديد الخطاب الديني من قبل المعنيين، بالإضافة إلى توحيد الفتوى بما تجتمع عليه المجامع الفقهية والأزهر لتطبيقها في المجتمعات الإسلامية، وبما يرسي قواعد الاستقرار ويعيد الأمة الإسلامية إلى خط الوسطية المعتدل. والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا بمقر القصر الرئاسي بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة)، الدكتور عبد القيوم الرئيس الأسبق لجمهورية المالديف، وعددا من الشخصيات الدينية والمفتين، وكبار علماء الأمة الإسلامية. وأكد رئيس جمهورية المالديف الأسبق أن «التشويه الذي تتعرض له صورة الإسلام جراء انتشار أعمال العنف، وارتكاب أبشع جرائم القتل، وتبرير ذلك باسم الدين، لكنه براء من كل تلك الأفعال المحرمة»، وتابع موضحًا: «لقد تحدثنا خلال لقاء الرئيس السيسي عن ضرورة التصدي لمشكلة انضمام المقاتلين الأجانب لصفوف الجماعات المتطرفة الموجودة في بعض دول المنطقة، حيث يتم الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لاستقطابهم، لا سيما أن عددا منهم حديثو عهد بالإسلام.. ومن ثم فإن هناك مسؤولية تقع على عاتق علماء الدين لتعريفهم بالقيم الحقيقية للإسلام، التي تتنافى تماما مع أعمال العنف والتخريب»، لافتًا إلى أهمية التحرك المبكر لدرء أخطار فكر التطرف والإرهاب عن المجتمعات الإسلامية دون انتظار لاستشراء هذا الفكر داخل تلك المجتمعات، وشدد على أن يتم هذا التصدي بتجرد كامل لله عز وجل ولصالح الدين الحنيف. وحول سبب انتشار الآراء الشاذة والمتطرفة في المجتمع الإسلامي الآن، قال رئيس المالديف الأسبق إن أصحاب الفتاوى والآراء الشاذة هم أناس «ابتعدوا عن العلم وأهله، وأصبحوا يأخذون العلوم الشرعية من غير أهلها.. ومن أهم أسباب ظهور الآراء المتطرفة في المجتمعات الإنصات لأناس حصلوا على العلوم الشرعية من غير مصدرها الصحيح، أو عبر «الإنترنت»، فأصبحوا يفتون دون علم، وضلوا عن الطريق الصحيح وأضلوا البعض». وطالب الدكتور مأمون عبد القيوم بوضع «استراتيجية متكاملة تأخذ في الاعتبار الأسباب التي أدت إلى تردي الأوضاع بالأمة، وكيفية استعادة الوحدة الفكرية والعقائدية داخلها، والتصدي للافتراءات التي تلصق بالإسلام»، لافتًا إلى أن «الأزهر يستطيع أن يواجه الحملتين، الخارجية التي تتمثل في الهجوم على الإسلام، والداخلية بالتصدي لما تقوم به جماعات التطرف والتشدد من تمسك بالظواهر وترك الجوهر».

مشاركة :