لا يختلف اثنان في ليبيا على أن ملف توحيد الجيش، وحل معضلة الميليشيات والمرتزقة، تشكل إحدى أعقد الملفات في وجه السلطة الجديدة. فبعد إعلان مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي خالد المحجوب، أمس السبت، أن قواته لن تسلم قيادة الجيش إلا لرئيس منتخب ديمقراطيا من قبل الشعب، شدد رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي، على أن المجلس يسعى جاهدا لتوحيد المؤسسة العسكرية ودعم مسار اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 برعاية الأمم المتحدة وتوحيد كافة المؤسسات وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية شاملة. كما أكد المنفي خلال زيارته لمدينة سبها، بحسب ما أفادت وسائل اعلام محلية على أن الجنوب جزء لا يتجزأ من ليبيا وعلى الجميع الاهتمام به، مشدداً على أن الأطراف تسعى جاهدة للم الشمل والخروج بالبلاد إلى بر الأمان. وكان المحجوب أعلن في تصريحات صحافية، أن مهمة الحكومة الجديدة في ليبيا التي خرجت من منتدى الحوار السياسي الليبي تكمن بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد يعبر فيها الشعب الليبي عن تطلعاته بكل حرية وشفافية بشكل مباشر، مشدداً على أن الحاجة لوجود جيش وطني منظم تظل قائمة طالما لا تزال هناك قوات أجنبية في ليبيا ومرتزقة تجلبهم تركيا يوميا وسلاح خارج سلطة الدولة.خروج المرتزقة يذكر أن مدة الـ90 يوماً التي حددها اتفاق جنيف الموقع بين طرفي النزاع الليبي لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، كانت انتهت أواخر يناير/كانون الثاني الماضي دون تنفيذ هذه الخطوة، فيما قررت اللجنة العسكرية تمديدها 90 يوما إضافية. وفي حين جدد مجلس الأمن الشهر الماضي دعوته لخروج المرتزقة، داعياً إلى انسحاب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا من دون مزيد من تأخير، تمسك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإبقاء قواته ما لم يتم سحب القوات الأخرى من الأراضي الليبية، ملمحا بذلك إلى بعض عناصر الأمن الذين أتت بهم شركة روسية خاصة لحماية بعض المنشآت النفطية. ليعود المرصد السوري لحقوق الإنسان ويؤكد أن عملية عودة دفعة من "مرتزقة" الفصائل الموالية لأنقرة من ليبيا، والتي كان من المفترض أن تتم يوم العاشر من فبراير/سباط الجاري، توقفت للمرة الثانية خلال أسبوعين "لأسباب مجهولة". يشار إلى أنه منذ أكثر من سنة عمدت أنقرة إلى ضخ المرتزقة، ونقل المقاتلين السوريين إلى طرابلس لدعم فصائل حكومة الوفاق بوجه الجيش الليبي، في خطوة أثارت استياء دولياً، وقوضت لأشهر جهود التوافق بين الأطراف الليبية.حكومة وحدة وطنية وجاءت هذه التطورات في وقت أعلن فيه رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، قبل أيام، تقديم تشكيلة حكومة وحدة وطنية للبرلمان الليبي. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في العاصمة طرابلس، أن هذه الخطوة جاءت احتراماً للمدة الزمنية الممنوحة في خارطة الطريق، موضحا أنه وضع في اعتباره "لأبعاد التي عاشتها البلاد في الفترة الأخيرة وخروجها مؤخرا من حالة نزاع حاد وشعور الكثير من أبناء الأمة الليبية بالتهميش وغياب التمثيل، وكذلك إشكالية الشرعية السياسية والقانونية وانقسام المؤسسات. إلى ذلك، دعا رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان طلال الميهوب، في بيان، الجمعة، رئاسة البرلمان والنواب للتريث في منح الثقة لحكومة الدبيبة، لحين تحديد موقفها من الاتفاقيات المبرمة مع الجانب التركي.
مشاركة :