طهران - نقلت وول ستريت جورنال عن دبلوماسيين كبار قولهم اليوم الأحد إن إيران رفضت عرضا أميركيا أوروبيا لإجراء محادثات نووية مباشرة في محاولة لإحياء الاتفاق النووي وإنقاذه من الانهيار. وقال متحدث باسم البيت الأبيض الأحد أن الولايات المتحدة ستتشاور مع مجموعة 'خمسة زائد واحد' لإيجاد سبيل للمضي قدما في المحادثات النووية التي تعيش حالة من الجمود بسبب تعنت إيران وتمسكها بخرق بنود الاتفاق النووي منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من اتفاق 2015 وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران. كان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قد قال يوم الأربعاء إن صبر الولايات المتحدة على إيران بشأن عودتها للمناقشات حول الاتفاق النووي لعام 2015 "له حدود". ولم ترد إيران رسميا على العرض الأميركي الذي طرحته واشنطن لإجراء محادثات مع إيران في اجتماع مشترك مع الدول التي تفاوضت للتوصل للاتفاق. كما اعتبرت السلطات الإيرانية أن الوقت "غير مناسب" لاجتماع بشأن الاتفاق النووي، ردا على طرح أوروبي لعقد لقاء غير رسمي لبحث سبل إعادة إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا عام 2018. وجاء في بيان للمتحدث سعيد خطيب زاده قوله "نظرا إلى المواقف الراهنة وخطوات الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (المنضوية في الاتفاق)، تعتبر الجمهورية الإسلامية أن الوقت غير مناسب لعقد اجتماع غير رسمي اقترحه المنسق الأوروبي لخطة العمل الشاملة المشتركة"، الاسم الرسمي للاتفاق المبرم بين إيران والقوى الست الكبرى عام 2015. وشدد المتحدث على أنه "لم يحصل أي تغيير في مواقف الولايات المتحدة وتصرفها بعد، وإدارة (الرئيس الجديد جو) بايدن لم تكتف بعدم التخلي عن سياسة الضغوط القصوى الفاشلة (لسلفه دونالد) ترامب، بل لم تعلن حتى التزامها احترام مسؤولياتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن الدولي 2231". واتخذ ترامب الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية، قرارات قاسية وفرضت عقوبات وضعت الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار. وأبدت إدارة الرئيس بايدن نيتها العودة إلى الاتفاق، لكنها اشترطت أن تعود إيران أولا إلى احترام التزاماتها. في المقابل، شددت طهران على أولوية عودة الأطراف الآخرين إلى التزاماتهم، لا سيما قيام الولايات المتحدة برفع العقوبات التي أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد الإيراني، وأنها ستعود عندها لاحترام كامل التزاماتها. وعبرت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عن خيبة أملها بسبب رفض إيران لإجراء محادثات غير رسمية مباشرة مع واشنطن وقوى أوروبية مشاركة في الاتفاق النووي ويقول إنه مستعد للانخراط في الدبلوماسية. وتختلف إيران والإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي جو بايدن على من يجب أن يتخذ الخطوة الأولى لإحياء الاتفاق. وتصر إيران على أنه يجب على الولايات المتحدة رفع العقوبات أولا بينما تقول واشنطن إن طهران يجب أن تعود أولا إلى الامتثال بالاتفاق الذي تنتهكه تدريجيا. ووضع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصورا في أول فبراير/شباط لاتخاذ خطوات متزامنة للتغلب على هذا المأزق. وقال مسؤولون إيرانيون إن طهران تدرس اقتراحا قدمه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لعقد اجتماع غير رسمي مع الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي والولايات المتحدة، لكنها استبعدت أن تكون المحادثات في القريب العاجل. وفي ظل هذا التجاذب طرح المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا هذا الشهر، عقد اجتماع غير رسمي بمشاركة كل أطراف الاتفاق النووي، في اقتراح رحبت به واشنطن. وشدد بيان الخارجية الإيرانية الأحد على أن "تطبيق التزامات كل أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة ليس مسألة للتفاوض.. الطريق إلى الأمام واضح جدا؛ على الولايات المتحدة أن تضع حدا لعقوباتها الأحادية وغير القانونية وتعود إلى التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة". وكرر خطيب زاده موقف بلاده بأنها "سترد على الخطوة بخطوة، وكما ستعود إلى التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة في حال رفع العقوبات، سترد على الخطوات العدائية بالطريقة ذاتها". وأكد أن طهران ستواصل التشاور مع أطراف آخرين في الاتفاق النووي، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "بصفته منسق خطة العمل الشاملة المشتركة، على المستويين الثنائي والمتعدد".
مشاركة :