قال ألبرت آينشـتاين: إن الخيال أهم من المعرفة.. نعم الخيال أهم من المعرفة.. فبينما المعرفة محدودة فإن الخيال لا حدود له.. الخيال هو حافز كل تقدم، ومنشئ أي تطور.. فهذه هي حكمة صدرت عن عالم الفيزياء «ألبرت آينشتاين».. فالمعرفة بدون خيال ما جدواها غير نقل المعلومة كما هي؟ لكن كي نطورها ونستفيد منها ونخلق منها الجديد والجديد من الفرص نحتاج إلى خيال ولن نجد أي إنسان تفوق فى مجاله وأبدع الجديد، إلا وقد أستطاع أن يخرج من التفكير التقليدي والشائع وسرح بخياله المتدرب على الابتكار، لينتج فكرة أو حل جديد لم يتطرق ذهن أحد إليه من قبل.. كل شجرة كانت ثمرة وكل إنجاز بدأ بفكرة، فلا يوجد من حقق طموحاته دون أن يبدأ بتخيلها وتصورها أولا.. الخيال والواقع والعلاقة بينهما، هل يتناقضان أم يكمل أحدهما الآخر؟.نبدأ أولا بمتعة الخيال التي قال عنها المؤلف الإيرلندي الشهير جورج برنارد شو: الخيال هو بداية الإبداع، إنك تتخيل ما ترغب فيه، وترغب فيما تتخيله، وأخيرًا تصنع ما ترغب فيه.. وبالتالي فمعظم الفلسفة هي خيال.. الواقع حقيقة على الإنسان أن يتعامل معها، ولا ينبغي له أن يتجاهل هذه الحقيقة، بل عليه أن يعطيها حقها ومستحقها، وسأضرب مثلاً.. حصيلة ثمرة ممارسة مهنتي حوالي أربعة عقود من الزمن.. إنسان أصابه المرض لتبين الفرق بين الواقع والخيال.. فعند إصابة الإنسان بمرض ما، سيمر بمراحل، أولها مرحلة الإنكار، فإذا قيل له عندك مرض سكري من النوع الثاني، أو ارتفاع في ضغط الدم أو غيرها ستجده ينكر هذا الكلام ولا يتقبله، ويدعي أن الفحص غير دقيق، وأنه ربما حصل خلط بينه وبين غيره، فيخرج يتنقّل من طبيب لآخر، أملا أن تتحقق دعواه في الخطأ، ولكن للأسف النتيجة صحيحة.. إنها الصدمة التي جعلت هذا الإنسان ينكر الواقع ويسرح في الخيال، لكن مهما ابتعد في خياله لابد له أن يرجع إلى الواقع؛ لأنه هو الحقيقة.. ثم ينتقل المريض من الإنكار إلى الغضب، حيث يعلن أن فلانًا هو السبب في إصابته بالمرض، أو الحادثة الفلانية هي السبب، ويلقي اللوم على كل الكائنات عدا نفسه، حيث يعطيها صك البراءة ، لكنه ومرة أخرى يبتعد بخياله عن الواقع، حيث نظام الإنسان الغذائي والحياتي هو السبب الرئيس في ظهور كثير من الأمراض، فالإنسان هو المسؤول الأول عن ذلك.. ولاشك أن للعوامل الوراثية دخل بالموضوع، ولكنها تحتاج إلى بيئة كي تظهر على السطح.في الختام الخيال ينتصر ويبدأ قبول الواقع والمعرفة ويعيش بما قدر له.. فالخيال أهم من المعرفة.