الخط العربي إرث حضاري وثقافي وتاريخي

  • 3/1/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الخط العربي إرث حضاري وثقافي وتاريخي، ورمز من رموز الهوية الحضارية الوطنية، وإبرازه بوصفه فناً قائماً بذاته يعكس العمق الثري للثقافة العربية والإسلامية بالمملكة العربية السعودية، ذات الجذور الحضارية الممتدة، والموروث الثقافي العربي والإسلامي المتأصل، فهي حاضنة للخط العربي وراعية له، ورائدة في دعم أربابه، مما جعلها تعزز ممارسات هذا الفن العربي على مستوى المؤسسات والأفراد وتحفزها، وتقدم الدعم للمتخصصين في الخط العربي، والموهوبين في مجاله؛ إبرازاً لما يمثله هذا الموروث العربي من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، وما يمتلك هذا الفن من تاريخ وجمالية في بنائه وهندسة تفاصيله وأشكاله التي تكشف بجلاء عن مخزون ثقافي إبداعي لثراء الثقافية العربية، ولهذه القيمة السامية للخط العربي، وانطلاقاً من رؤية بلادنا الثقافية ودورها في الاهتمام بهذا الفن أصدر وزير الثقافة السعودية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود قراراً بتمديد عام (الخط العربي) ليشمل عامي (2020 - 2021م) تحفيزاً للمختصين بالخط العربي وحرصاً على الاستفادة من هذه المناسبة الثقافية التي تخدم الخط العربي وتحتفي بفنونه وأشكاله، وإتاحة الفرصة للمؤسسات الحكومية، والأهلية، وكذلك الأفراد؛ لإقامة فعاليات متنوعة ومبادرات تظهر بالشكل الأمثل الذي يحقق الأهداف الكبرى لعام الخط العربي. وتأكيداً على أصالة الخط العربي وأصالة نقوشه المتأصلة في التاريخ، واهتماماً من المملكة العربية السعودية بهذا الفن، واعتبارها إياه جذراً من جدور ثقافتها التاريخية العربية الإسلامية الأصيلة الممتدة جعلت له عاما اهتماما ورعاية وتحفيزا يشمل كافة مناطق المملكة ومحافظاتها ومؤسساتها وأفرادها لتقديم فعاليات متنوعة. ولعل من أبرز الأعمال في عام الخط العربي: تسمية دار القلم للخط العربي في المدينة المنورة باسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وجعلها منصة عالمية للخط والخطاطين من مختلف دول العالم، بوصف المدينة المنورة موقعاً مهماً في تاريخ الخط العربي، إذ أخذت الكتابة العربية طريقاً مختلفاً بعد تدوين القرآن الكريم والسنة النبوية، وتوحيد رسمها على يد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه. ومن ثم ظهرت الفعاليات في عدد من المدن مثل: الرياض، وجدة، إذ استعمل الخط العربي في تزيين الجدران والمرافق العامة، وأُدخِل في عدد من الرسومات. ومن أبرزها فعاليات (جداريات الخط العربي) التي أقامتها الوزارة بالتعاون مع عدد من الفنانين في جدة، والرياض، والخبر؛ لتزيين المرافق عبر الدمج بين أنواع الخط العربي، وفن الرسم على الجدران. كما استعمل الخط العربي في تطريز الكعبة المشرفة بالحرم المكي الشريف، والكتابة به على كسوة الكعبة التي تقوم المملكة العربية السعودية كل عام بتجديدها وتزيينها بالآيات الكريمة. ومن تلك الأعمال التي تبرز الاهتمام بالخط العربي إعلان وزارة الثقافة تعاونها مع وزارة الرياضة بكتابة أسماء لاعبي كرة القدم على قمصان الأندية باللغة العربية، وقد شمل هذا التغيير كتابة الأسماء العربية وغير العربية للاعبين بخط الثلث الذي يعود تاريخ استخدامه ونشأته إلى القرن الرابع الهجري. وكذلك أطلقت وزارة الثقافة ومديرية الجوازات ختم (عام الخط العربي) على جوازات سفر القادمين إلى السعودية عبر مطارات الرياض، وجدة، والدمام ابتداءً من يوم 2 / 6/ 1442 هـ، الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى المسافرين لأهمية الخط العربي، وترسيخ الاعتزاز بالهوية والثقافة العربية. وبالأمس القريب توشّحت الجياد المشاركة في كأس السعودية العالمي لسباقات الخيل بالخط العربي، ولا سيما أن هذا الحدث الذي تستضيفه مملكتنا العظيمة يعد من أهم سباقات الخيل في العالم، وأغلاها، ويكفيه نفاسةً وتميّزا تشريف ولي العهد -حفظه الله-. أضف إلى تلك الأعمال ما قامت به وزارة التعليم من إصدار تعميم لكافة المدارس (بنين - وبنات) يتضمن تخصيص (5 -10) دقائق يومياً من زمن الحصص لجميع المواد الدراسية؛ لتنفيذ نشاطات تعزز القراءة، والإملاء، والخط العربي، وكونت لذلك لجانا للمتابعة والتنفيذ، ويهدف ذلك إلى تعزيز مهارة الخط العربي لدى المتعلمين والمتعلمات، وتعزيز لمشاعر الفخر بالموروث الثقافي، وممارسة الناشئة لأشكاله المتنوعة وإكسابهم مهارات لتجويده. كما قامت اللجنة الثقافية بالخرج التابعة للنادي الأدبي بالرياض وبرعاية ودعم وتحفيز من سعادة محافظ الخرج الأستاذ مساعد بن عبدالله الماضي بإقامة معارض للخط العربي، وشارك في بعضها كل من: إدارة التعليم بالخرج، وكلية التربية بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز؛ وذلك دعماً وتحفيزاً للمختصين والموهوبين في مجال الخط العربي، وتم تكريمهم، وستظل اللجنة مستمرة في دعم أولئك والاهتمام بالخط العربي انطلاقاً من رسالتها الثقافية. حفظ الله بلاد السعودية وقادتها الذين يولون الثقافة وروادها جل الاهتمام والتحفيز، ومن ذلك ثقافة الخط العربي ذي الموروث الثقافي والتاريخي العميق. عبارة سطرها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة

مشاركة :