إخوان تونس والجزائر يتبنون خطابا انقساميا ضد وحدة المغرب العربي | محمد ماموني العلوي

  • 3/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - فجرت دعوة رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، إلى إنشاء تكتل إقليمي مغاربي قائم على ليبيا والجزائر وتونس موجة غضب في موريتانيا واستياء في المغرب وهما الدولتان اللتان استثناهما الغنوشي من هذه العملية. وقال الغنوشي في حوار له مع إحدى الإذاعات المحلية إنه “يراهن على تحقيق فتح الحدود بين تونس وليبيا والجزائر، وتوحيد العملة في ما بينها؛ لأن مستقبل هذه الدول واحد”. وتابع في معرض حديثه لإذاعة “ديوان أف.أم” الخاصة أن “هذا المثلث يجب أن يكون منطلقا لإنعاش حلم اتحاد المغرب العربي، الذي سيساعد على حل المشكلات التي تعيشها تونس في إطار إقليمي”. وسارع إخوان الجزائر إلى تأييد دعوة الغنوشي، وفيما نددت أوساط سياسية موريتانية بها، اعترض حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب على هذا “الكلام الذي لم يكن فيه الغنوشي موفقا”. ويرى مراقبون أن الغنوشي أراد الهروب من المشاكل الداخلية في بلاده، والتي باتت تحاصره مع تنامي المعارضة لكيفية إدارته مجلس النواب (البرلمان) وتبلور رأي عام مناهض لحركته في الشارع مع تزايد حدة أزمة تونس السياسية من خلال النفخ في رماد اتحاد المغرب العربي الذي يتم إحياء ذكرى تأسيسه يوم 17 فبراير من كل سنة. وقال الغنوشي الذي تحمّله أوساط سياسية كثيرة في تونس مسؤولية الأزمات التي تمر بها البلاد إن “هذا منطلقنا لإنعاش حلم المغرب العربي، ونحن من دون هذا الإطار لا نقدر على حل مشكلات تونس”. وفي أولى ردود الفعل رحب رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإخوانية في الجزائر، بدعوة الغنوشي قائلا خلال مؤتمر صحافي عقده السبت “نحن نتفق مع طرح الغنوشي، فقط هو ذكر تونس والجزائر وليبيا ونسي موريتانيا ونحن نضيفها”. وأثار هذا التوافق بين إسلاميي تونس والجزائر، الذي يستهدف استبعاد المغرب وموريتانيا من الترتيب لنواة جديدة لاتحاد المغرب العربي، استياء في الرباط، بينما عبرت أوساط سياسية في موريتانيا عن سخطها من دعوة الغنوشي. وقال نورالدين قربال، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الإسلامي وعضو في لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج إن “الغنوشي وإخوان الجزائر يريدون أخذ ليبيا كمتنفس لمشاكلهم الداخلية سواء لما يحدث بالجزائر أو الصراع بين المؤسسات داخل تونس خصوصا البرلمان الذي يترأسه الغنوشي ومؤسسة الرئاسة”. وأضاف قربال في تصريح لـ”العرب” أنه “يجب النظر إلى الوحدة المغاربية انطلاقا من النموذج المغربي الذي فتح حدوده للأشقاء في ليبيا بكل شفافية ودون تدخل في شؤونهم بل هيّأ لهم ظروف الاجتماع والتوافق والتفاهم بينهم، وبالتالي لا يمكن لليبيا أن تقبل هذا التوجه الإقصائي من المقري والغنوشي”. ووجه مراقبون انتقادات لاذعة لدعوة الغنوشي باعتبارها تكرس المزيد من التقسيم بين دول المغرب العربي الذي بدأ حلم توحيده يتلاشى تدريجيا. وقال محمد الطيار الباحث المغربي في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، لـ”العرب”، إن “دعوة الغنوشي التي باركها حزب إسلامي في الجزائر تدخل في إطار الحرب الإعلامية التي يشنها النظام الجزائري وتدخل في نفس إطار ما تقوم به الآلة الإعلامية الرسمية الجزائرية”. وأضاف الطيار “بالنسبة إلى الغنوشي فقد كان لاجئا عند النظام العسكري الجزائري، في مايو 1989، ومن الضروري أن يتماهى بشكل ملحوظ مع كل أطروحات هذا النظام، وقد ندد من قبل في الإذاعة الجزائرية بتصريحات وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيس وكذلك الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي حيث حمّلا معا المسؤولية للنظام العسكري الجزائري في عرقلة بناء الاتحاد المغاربي”. وفي موريتانيا، نددت أوساط سياسية بدعوة الغنوشي إلى تكتل إقليمي مغاربي يُقصي الرباط ونواكشوط. وندد رئيس حزب الجبهة الشعبية، محمد محمود ولد الطلبة، بدعوة الغنوشي مستحضرا “ماضي الغنوشي وحركة النهضة اللذين دمرّا تونس”. وقال ولد الطلبة في تصريحات أوردتها وسائل إعلام موريتانية “الغنوشي وحركة النهضة دمرا تونس، ودفعا بآلاف الشباب التونسي إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا والعراق، والمدعومة بالأموال الخليجية والحركة الإخوانية العالمية” وفق قوله.

مشاركة :