عندما هبطت طائرة تحمل الدفعة الأولى من لقاحات كوفيد-19 من شركة ((سينوفاك)) الصينية لتايلاند في مطار هنا يوم الأربعاء، هتف الناس الذين كانوا ينتظرون على مدرج المطار وصفقوا لها. وقال رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان -أو- تشا، لدى ترحيبه بوصول اللقاحات إلى المطار، "شكرا لجمهورية الصين الشعبية على تسليم الدفعة الأولى من اللقاحات هذا الشهر والدفعات التالية في الأشهر اللاحقة". وأعرب برايوت عن امتنانه بينما تم إنزال حاوية مبردة تحمل لافتة كتب عليها عبارة "لقاحات كوفيد-19 تعيد الابتسامات إلى تايلاند" باللغة التايلاندية من الطائرة. وسيتم توزيع اللقاحات الصينية على 13 مقاطعة في تايلاند لإعطاء الأولوية للعاملين في مجال الرعاية الصحية وأولئك الأكثر عرضة للخطر، في حين من المتوقع وصول المزيد من شحنات اللقاحات خلال شهري مارس وأبريل. وتعتمد تايلاند، المعروفة باسم أرض الابتسامات، بشكل كبير على السياحة، لكنها شهدت مؤخرا انخفاضا في السياحة بسبب كوفيد-19. واستقبلت البلاد حوالي 40 مليون سائح أجنبي في عام 2019، بينما زارها فقط 6.7 مليون في العام الماضي. ومن المتوقع على نطاق واسع أن تغير لقاحات كوفيد-19 قواعد اللعبة. ويأمل برايوت في أن يسهم اللقاح في تعافي قطاع السياحة من خلال تخفيف الإجراءات التقييدية، مثل إعفاء السياح الذين تم تطعيمهم من الحجر الصحي الإلزامي الممتد لأسبوعين. وقال تانغ تشي مين، مدير دراسات الصين-آسيان في معهد بانيابيوات للإدارة في بانكوك، إن وصول لقاحات "سينوفاك" يمثل خطوة مهمة لتحريك عملية التطعيم في تايلاند، وبالتالي اللحاق بالدول الأعضاء الأخرى في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). في أماكن أخرى من منطقة الآسيان، حيث أودى كوفيد-19 بزهاء 50 ألف شخص من بين أكثر من 2.4 مليون حالة إصابة، تضع الدول ثقتها في الصين بعدما طلبت أو تلقت أو وافقت على الاستخدام الطارئ للقاحات الصينية. ومن بين أكبر الدول المتلقية للقاحات الصينية أندونيسيا، التي طلبت عددا كبيرا من جرعات لقاح "سينوفاك". وقالت ستي نادية ترميزي، المتحدثة باسم الحكومة الأندونيسية للتطعيم ضد كوفيد-19، إنه "يجب أن نضمن الجودة والسلامة والفعالية. هذا يأتي في المرتبة الأولى. وفي المرتبة الثانية، بالطبع، يجب أن يتم إدراجها ضمن توصية منظمة الصحة العالمية". وفي بث مباشر، كشف الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو يوم 13 يناير عن ذراعه لتلقي الجرعة الأولى من لقاح "سينوفاك"، مستهلا حملة التلقيح الشاملة في البلاد. وقال نائب وزير الصحة الأندونيسي دانتي ساكسونو إن برنامج التطعيم الضخم سيساعد أندونيسيا على الوصول إلى مناعة القطيع بعد تلقيح 181.5 مليون شخص، أو حوالي ثلثي سكان البلاد في غضون 15 شهرا. ويعلق أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا آماله على حملة التطعيم الشاملة للحد من حالات الإصابة المتصاعدة، والتي تجاوزت 1.3 مليون، وتنشيط اقتصاده المتضرر من الفيروس. كما تلقت ماليزيا يوم السبت أول شحناتها من لقاح "سينوفاك"، بعد أيام من بدء البلاد برنامجها للتطعيم، الذي يهدف إلى تلقيح ما لا يقل عن 80 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. وقال السفير الصيني لدى ماليزيا أويانغ يويجينغ إن الفيروسات لا تعترف بالحدود، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغلب على الوباء إلا من خلال التعاون بروح التضامن. ومع استمرار تفشي كوفيد-19 وتتدافع البلدان في جميع أنحاء العالم للحصول على اللقاحات، التي تشهد نقصا في المعروض، فقد وعدت الصين بجعل لقاحات كوفيد-19 الصينية منفعة عامة عالمية.
مشاركة :