كثير ما أريد أن أتحدث عن تلك المظاهر الطيبة التى تبدو فى العلاقات ما بين مصر و الدول الأوربية على إختلاف مشاربها السياسية , و إن كانت جميعها تقريباً اليوم تخضع لنظم و قواعد و لوائح أرتضاها (الأوربيون)– تحت مسمى الإتحاد الأوربى , علم واحد , و عملة واحدة , و حدود مفتوحة , و أسواق مفتوحة , ووسائل مواصلات طويلة مشتركة , ومع ذلك أحتفظت كل دولة بعلمها الوطنى ،وكذلك ثقافتها الموروثة و عادتها و تقاليدها و أدبها الشعبى (الفولكلور) حتى ظهور (البريكست)وخروج انجلترا من الإتحاد الأوربى بقرار شعبى بنسبة تعدت ال 51%. و لقد حافظت مصر على مر عصورها بعلاقات قوية مع تلك الدول وخاصة المشترك منها فى الإطلال على حوض البحر الأبيض المتوسط ,و فى عهد المرحوم الرئيس "مبارك" توطدت تلك العلاقات السياسية و الإقتصادية و خاصة مع دول حوض المتوسط و أهم تلك الدول التى تميزت علاقاتنا بها سياسياً و إقتصادياً " إيطاليا " , " فرنسا " !!و كانت العلاقات الشخصية بين المرحوم الرئيس "مبارك" , و قرينه فى فرنسا "ساركوزى" و من قبله "جاك شيراك" , هى من دعامات و قوة تلك العلاقات , و إشتراكنا سوياً (مصر و فرنسا) فى قيادة "من أجل المتوسط" و هو التجمع الذى يهدف إلى رفع درجة التعاون بين دول حوض المتوسط إلى أعلا درجات من التعاون المشترك كما أن تلك العلاقة الخاصة جداً التى نشأت بين الرئيس "مبارك" ورئيس الوزراء الإيطالى الأسبق "بيرلسكونى" كان لها من الأثر الطيب على مناخ الأعمال , حيث تعتبر إيطاليا هى الدولة الأولى فى حجم العلاقات الإقتصادية المصرية الأجنبية من بين دول العالم و خاصة أوربا وأمريكا.و قد أثرت تلك العلاقة الطيبة بين المرحوم الرئيس "مبارك" و رئيس وزراء إيطاليا , على تحسين مناخ العمل و سهولة الحياة للجالية المصرية الكبيرة التى تشارك فى الحياة الإقتصادية و العلمية و الفنية فى إيطاليا , و ربما لأننى قد عشت فترة طويلة من حياتى أثناء دراستى العليا فى روما , فى أوائل سبعينيات القرن الماضى , و تأثرت تأثراً بالغاً بالثقافة الإيطالية , بل أدعى إننى قد عايشت المجتمع الإيطالى معايشة كاملة ، حيث كانت دراستى على نفقتى الخاصة , و من ناتج جهدى و عملى فى أعمال متعددة فلقد كان إكتسابى للغة و للثقافة الإيطالية من الشارع الإيطالى و خاصة روما ، له أثر بالغ على أسلوب حياتى فيما بعد !!و لعل من زياراتى المتكررة لهذا البلد ، و عبر إتصالى به لوجود أصدقاء بل أكثر من أصدقاء حيث كانت تلك الأسر التى عشت بينها طيلة سبع سنوات فى بداية حياتى العملية , قد صنفت تلك العلاقة (بالأسرية) ،ومازالت حتى اليوم هذه العلاقة حميمة فى أسلوبها ,أشهد بأن تغيراً شديداً قد ظلل العلاقات المصرية الإيطالية , خلال السنوات العشرون الماضية , لتلك العلاقات الرئاسية القوية , والإحترام المتبادل بين البلدين .ولعل بعد ثورة 30 يونيو وتولى الرئيس (السيسى) قيادة مصر السياسية وتطوير العلاقات المصرية الأوربيةوخاصة إيطاليا قد إمتدت العلاقات الوطيدة بين البلدين إلى أكثر من شراكة مع الصداقة حتى ظهور قضية مقتل الشاب الإيطالى فى مصر (جوليو ريجينى) والواضح من معالم هذه القضية هو تدخل طرف ثالث قاصداً هدم هذه العلاقة الطيببة بين الدولتين ولكن ما أتمناه أن تعود تلك العلاقاتت إلى سابق عهدها ، فمن غير المعقول أن يتم إفسادها بخطة دنيئة ضاع على اثرها حياة شاب ما كان فى الحسبان أن يدمر تلك العلاقة.كل ما نتمناه بل ما أتمناه أن تنعكس تلك العلاقات على أسلوبنا فى إدارة شئون الحياة فى بلادنا مثلهم !! [email protected] Hammad
مشاركة :