ماكرون بين اليمين المتطرف واليسار المتشدد

  • 3/1/2021
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فندت مجلة «بوليتيكو» الطرح الذي يقول إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يغازل اليمين المتطرف بسياسات حكومته وتصريحاتها بشأن الإسلام المتطرف.وبحسب مقال لـ«مجتبى رحمن»، منشور بالنسخة الأوروبية للمجلة، يتعرض ماكرون لهجوم مستمر، في الداخل والخارج، بزعم استمالة أصوات اليمين المتطرف بسياسات حكومته وتصريحاتها بشأن الإسلام الراديكالي.وتابع يقول: الكثير من هذا النقد في غير محله. قد يكون نهج ماكرون معيبًا، لكنه أكثر توازنا بكثير مما يدعي العديد من النقاد.وأشار إلى أن متاعب ماكرون الأخيرة تنبع من التصريحات السخيفة التي أدلى بها وزير التعليم العالي، فريديريك فيدال، الذي أعلن عن تحقيق في تأثير ما يسمى بـ«اليسارية الإسلامية» في الجامعات الفرنسية.ومضى يقول: كان المقصود في الأصل هو وصف تحالف بين أجزاء من اليسار الفرنسي المتشدد مع أشكال متطرفة وعنيفة من الأيديولوجية الإسلامية.وتابع بقوله: تم اختطاف مصطلح «اليسارية الإسلامية islamo-gauchisme» مؤخرا من قبل اليمين المتطرف في فرنسا، للاستهزاء بأي محاولة من قبل اليسار لمهاجمة الإجراءات العنصرية أو التهميش تجاه السكان المسلمين في فرنسا.وأردف يقول: أصبح النقاش الهادئ حول الإسلام شبه مستحيل في فرنسا، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى استراتيجية الاستقطاب المتعمدة من قبل النشطاء من أقصى اليسار واليمين المتطرف والإسلاميين المتطرفين.ولفت إلى أن هذا كان يقتضي من وزراء الحكومة الفرنسية التفكير والتحدث بعناية، وهو الشيء الذي لم يفعلوه.ومضى يقول: بدلا من ذلك، استخدم فيدال ووزراء آخرون المصطلح بغباء، مما زاد من تأجيج النقاش. ماكرون نفسه رفضه باعتباره تعريفا مفيدا، وأعلن الإليزيه أنه غير راضٍ عن فيدال. ولكن مع انقسام الحكومة حول هذه القضية، يبدو أن الرئيس قرر عدم اتخاذ قرار، مما سمح للمضي قدما في تحقيق فيدال.ونوه الكاتب بأن هذا التنافر والتناقض يفقد ماكرون السيطرة على رسالته الحقيقية بما يلحق ضررا لا يمكن إنكاره بسمعته في الخارج.وتابع: إن تأثير هذا الجدل الملتهب في الرأي المحلي في فرنسا أقل وضوحا. وأضاف: في الوقت الحالي، لا يزال الجمهور، بما في ذلك الغالبية العظمى من السكان المسلمين في فرنسا البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، أكثر قلقًا من جائحة فيروس كورونا وعواقبه الاقتصادية، حيث تلك هي القضايا التي سيكون لها التأثير الأكبر في الانتخابات الرئاسية في أبريل ومايو المقبلين.ونبه إلى أنه سيكون من الحكمة بالنسبة إلى ماكرون، الذي من المرجح أن يتدخل في النقاش في المستقبل القريب، أن يعيد التأكيد على النهج المنصف الذي اتخذه في أكتوبر الماضي في خطابه حول الإسلام الراديكالي، وتهديده للدولة العلمانية الفرنسية والقيم الديمقراطية.وأضاف: لقد تأثر هذا الخطاب، ومشروع قانون «تعزيز القيم الجمهورية» الذي تلاه بشدة بالتشاور مع القادة المسلمين المعتدلين والأكاديميين والأئمة.وأردف: إن إلقاء نظرة فاحصة على مقترحات ماكرون يجب أن يلقي نظرة فاحصة على الاتهام بأنه وحكومته يغازلان اليمين المتطرف. هذا الادعاء، الذي استحوذ على النخبة السياسية والإعلامية في باريس الشهر الماضي وظهر بشكل كبير في بعض التغطية الإعلامية الأمريكية، خاطئ من الناحية الواقعية والجوهرية، ناهيك عن كونه غير منطقي من الناحية الانتخابية.وتابع: لن يتحول الناخبون اليمينيون المتطرفون أبدًا إلى ماكرون بأي أعداد كبيرة. إنهم يكرهونه باعتباره نتاجا مؤيدا لأوروبا من النخبة الحاكمة، ويعتبرونه متساهلا مع الجريمة والإسلام المتطرف.ومضى يقول: انتقلت قاعدة ماكرون إلى اليمين منذ انتخابه في عام 2017، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه اتبع إصلاحات لفتح السوق مكروهة من اليسار، لذا فإن أفضل ما يخدم مصالحه الانتخابية الآن هو التأرجح المتواضع نحو اليسار والوسط.

مشاركة :