قضى نزيه الغضبان معظم سنوات العمر في صناعة آلة العود بيديه في قريته الصغيرة رأس بعلبك في سهل البقاع اللبناني.ويعتزم نزيه مواصلة العمل طالما بقي على قيد الحياة.بدأت رحلة الشغف بالآلة الوترية والموسيقى العربية منذ مرحلة باكرة من حياته.يصنع الرجل البالغ من العمر 66 عاما آلات العود منذ عام 1976 ويتتبع حتى الآن رحلة كل قطعة من بين 1400 آلة صنعهن في مشواره الطويل.يتحدث نزيه الغضبان عن نفسه ويقول «نزيه الغضبان من رأس بعلبك.. أستاذ بمادة الفلسفة وصانع وعازف لآلة العود حوالي من سنة 1976 أنا بشتغل بصناعة آلة العود، حوالي 40 سنة أو 44 سنة تقريبا».وفي مملكته الخشبية ذات النغمات الأصيلة يقول الغضبان لتلفزيون رويترز إنه يتتبع رحلة كل عود.. من الذي يملكه؟ وحالة المواد المستخدمة فيه وخصائصه الصوتية. ويوضح «تقريباً صاروا بحدود ال 1400 آلة مشتغلهن، والمهم أن بعرفهن كلن مع مين هلق (الآن)، ولكل عود إله ملف (بالانجليزية) عندي محتفظ في، مدون ملاحظاتي عليه، إن كان ملاحظاتي لناحية المواد المصنوع منها أو لناحية صوت العود».كان الغضبان مدرسا للفلسفة قبل التقاعد، وهو واحد من صانعي العود القلائل في لبنان. وكان في سنوات العمل قبل الوصول لسن المعاش يقضي وقت فراغه في تحويل الأخشاب إلى آلات. لكنه صار الآن بعد تقاعده بعامين، يقضي معظم الساعات في ورشته أسفل المنزل.يعتبر الغضبان، وهو نفسه عازف متمكن، العود صديق العمر ورفيق الدرب. وقال «العود... هو رفيق حياتي، رفيق دربي، بستعمله بكل الظروف، بكل المشاعر والأحاسيس إللي بمر فيها، بالفرح بالحزن، بكل الأوقات، عطول معي العود».ويمنح العزف ميزة إضافية للرجل لأنه يساعده في تجويد النغمات. يقول الغضبان إنه يصنع العود بكل مراحله بنفسه ويقوم بتشكيل كل أجزائه بحيث يكون لكل آلة سماتها الفريدة التي تتميز بها.ويوضح «أغلب الأعواد مصنوعة يدويا، ما في معامل، في ورش، وبهالورش بيجمعوا آلة العود، يعني، في واحد بيشتغل الزند والبنجق، واحد بيشتغل الطاسة، واحد بيشتغل الصدر وفي واحد بيجمعن. أنا بشوف إذا الشخص المعلم هو نفسه اشتغل كل هالمراحل، بيطلع العود عنده شخصية، إلو شخصية، إلو كيان شخصي»والعود من أقدم الآلات الموسيقية العربية والشرقية وربما يكون بنغماته المميزة الأقرب للقلوب في المنطقة، ويطلق عليه الغضبان وصف «سلطان العزف».وشارك الغضبان في معارض محلية ودولية مختلفة، في بيروت والدوحة وشنغهاي وفرانكفورت. ودرس الموسيقى في المعهد الموسيقي الوطني في بيروت.
مشاركة :