الإفتاء المصرية: الغرب يرعى الإرهاب لضرب هوية الأمة

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مرصد الفتاوى التابع لدار الإفتاء المصرية أن العنف والإرهاب الذي يعانيه العالم اليوم، لم يكن صناعة إسلامية محضة، ولم يكن صناعة عربية، بل هو بالأساس صناعة غربية، بأيدي منتسبين للإسلام، فالغرب كان سبباً في وجود وصناعة العنف والإرهاب، بداية من الاستعمار، وانتهاء بدعمه لبعض المتشددين، الذين يخدمون توجهاتهم وأجنداتهم الخاصة. وأشار المرصد في تقريره بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، إلى أن الاستعمار الجديد يستهدف تقويض وضرب هوية الأمة الإسلامية وثقافتها، ورعاية تنظيمات لم يكن لها أي مرجعية شرعية أو وطنية أو حتى قومية، فاستثمرتها الدول الغربية، لتنشر من خلالها الكراهية والانقسام داخل الشعوب، بعد أن فشلت في هزيمتها عسكرياً. وقال المرصد إنه بعد مرور 14 عاماً على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فإن الأفكار الإرهابية كانت غربية في الأساس، فالغرب سمح في البداية لهذه الأفكار بالتواجد على أرضه، ووفر لها البيئة الخصبة للنمو والتمادي، وسرعان ما تحولت تلك الأفكار إلى أفعال طالت الجميع، حتى من دعمها وأرسى قواعدها الهشة بين الشعوب والأوطان، مستشهدا بأسماء بعض المساجد في القارتين الأوروبية والأمريكية، وكذلك منفذو ومخططو الأحداث، ما يؤكد أن الغرب دعم تواجد القاعدة، وأخواتها، عندما استضاف أشخاصاً منهم، واليوم يواصل الغرب دعمه للإرهابيين، ويوفر لهم منابر إعلامية، وساحات يشوهون بها بلدانهم، ويحرضون الشعوب على القتال والعنف. واستشهد المرصد بما صدر مؤخراً عن ديفيد بيترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، الذي اقترح على الإدارة الأمريكية التعاون مع عناصر وصفها بالمعتدلة، من تنظيم القاعدة في سوريا، والذي يعرف بجبهة النصرة، لمحاربة تنظيم داعش والنظام السوري معًا، متناسياً ما حدث في أحداث 11 سبتمبر/أيلول، فتنظيم القاعدة، الذي دعمه بالأمس، ويريد أن يدعمه اليوم، هو من انقلب عليه، وفجَّر برجي التجارة، وأذاق العالم الويلات. وضرب المرصد مثالين للتأكيد على ذلك، وهما المركز الإسلامي في ميونيخ أو ما يسمى بمسجد ميونيخ، ورعاية الغرب لمحمد عطا قائد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، فمسجد ميونيخ كان أكبر مساجد ألمانيا أو الأكبر في أوروبا كلها، وحظي بدعم أوروبي كبير هو ومنتسبوه، وعلى الرغم من ذلك خرجت منه بذور العنف والإرهاب التي أسست للجماعات والإرهابية، والتي كانت مسؤولة عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001. وتابع المرصد أن في هذا المسجد نشأ الفكر المتطرف على أعين الأوروبيين، فقد عمد سعيد رمضان، القيادي الإخواني المعروف، إلى التحالف مع الأمريكان لضرب ومحاربة الشيوعية، قبل التحالف معهم لضرب الأنظمة العربية، وقبل أن يكون بوقاً لدعاة حقوق الإنسان والديمقراطية، ففي مسجد ميونيخ نشأت لعبة التوازنات وزواج المصالح مع الإرهاب والغرب، ويبدو أن النمط الشائع فى أيامنا هذه هو كثرة بروز الجماعات والقليل من الأعمال النافعة.

مشاركة :