يوما بعد يوم ومع انفتاح أبواب العالم الرقمي أمام الجميع، يزيد خوف وحرص الآباء على أبنائهم من جراء المخاطر التي قد تحف بهم أثناء وجودهم في العالم الرقمي، حيث يزداد قلق الآباء على أبنائهم مع تزايد ظهور التهديدات الرقمية على الساحة، ومن أبرزها التنمر عبر الإنترنت، الذي من شأنه أن يثير التوتر والاكتئاب حتى العزلة الاجتماعية، وقد يكون الأمر الأخطر من عمليات التنمر هو عدم إفصاح الأبناء عن هذا الأمر الذي يمكن منعه بإدامة التواصل مع الأطفال وتعريفهم بالموقف السليم حيال التعامل مع الإنترنت. ووفقا لدراسة استطلاعية أجرتها "كاسبرسكي" بعنوان "الأبوة الرقمية المسؤولة"، قال 51 في المائة من الآباء في السعودية، إن التنمر عبر الإنترنت يمثل مصدر قلق كبير يثير المخاوف حيال أطفالهم، وتسببت هذه الظاهرة في حدوث مشكلات لدى الأطفال، مثل: التأثير السلبي في الأداء المدرسي 40 في المائة، وانخفاض النشاط الاجتماعي والعزلة الاجتماعية 36 في المائة، والتوتر المستمر 33 في المائة، وانخفاض احترام الذات 31 في المائة، والاكتئاب 28 في المائة، حتى فقدان الشهية للطعام 22 في المائة. كذلك واجه 47 في المائة من الأطفال في المملكة شكلا من أشكال التنمر عبر الإنترنت، سواء كان ذلك من خلال كونهم متنمرين هم أنفسهم، أو أنهم شاهدوا تعرض أصدقائهم للتنمر، أو أنهم تعرضوا هم للتنمر، وكان لا بد للآباء، في ظل هذا الرقم الكبير، من التفكير في طرق لمنع انتشار هذه الظاهرة المقلقة، لكنهم ليسوا جميعا على علم بهذه الظاهرة، وتظهر الدراسة تحديدا أن 25 في المائة من الآباء لم يناقشوا أخلاقيات الإنترنت مع أطفالهم، بينما لم يناقش 26 في المائة منهم قواعد الأمن على الإنترنت. ولطالما واجه الآباء تهديدات قد تشكل خطرا على أطفالهم، لكن مشهد التهديدات بات اليوم أكثر اتساعا بسبب العالم الرقمي الذي يشتمل على تهديدات يمكن أن تكون غير مرئية أحيانا، في ظل عدم إطلاع الأطفال أسرهم على التنمر الرقمي، فقد أشار الاستطلاع إلى أن 31 في المائة من الآباء يظنون أن شيئا ما يهدد أطفالهم على الإنترنت، في حين يجد 15 في المائة أنه من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، وبالتالي لا يتواصلون معهم حول هذا الموضوع بالشكل الكافي، ما يجعلها إحصائيات مزعجة. لحماية الأبناء أثناء وجودهم على الإنترنت يجب على الآباء اتباع التدابير اللازمة لحماية حضور الأطفال على الإنترنت، حيث يجب على الآباء أن يكون لهم حضور في حياة أطفالهم على الإنترنت، والقيام بالصداقات معهم على منصات التواصل الاجتماعي، والتعرف أكثر على التوجهات والميول الحديثة في هذه المنصات. ومن المهم كذلك التحدث مع الأطفال بانتظام لمناقشة تجاربهم على الإنترنت، وطمأنتهم إلى أن بوسعهم التواصل مع آبائهم متى راودتهم أي مخاوف، كما تجب ملاحظة التغيرات في سلوك الطفل، وملاحظة ما إذا بدأ الطفل ينعزل عن محيطه أو يشهد تراجعا في أدائه المدرسي. ولمعرفة هذا، تجب إدامة التواصل مع المدرسة، كما يجب تثبيت حل أمني موثوق به من حلول الرقابة الأبوية لحماية الحياة الرقمية لطفلك بنجاح وبطريقة أكثر إنتاجية.
مشاركة :