يوسف لوتاه: أوجهُ بوصلة هدفي دائماً نحو المركز الأول

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المُتحدث إليه يلمسُ بين ثنايا روحه شغفاً يصعب وصفه بالكلمات، لذا ليس غريباً أن يلمعُ اسمه بين القيادات الشابة في دولة لا تتوانى، أن تعطي دفعة نحو الأمام لكل قيادي صغير ليكبر ويتسلم زمام أمور منصب أكبر، يبرز فيه اسم الإمارات، قبل اسمه، بين مَصاف الدول المُتقدمة، هو يوسف لوتاه، مُدير مركز حمدان للإبداع والابتكار، تنطبق عليه عبارة الشخص المناسب في المكان المناسب، فهو تعلم القيادة والاستقلالية، منذ أن كان ابن الخامسة عشر ربيعاً، وها هو يلقنها الآن لكل شاب يقصد المركز بفكرة مبتكرة باحثاً لها عن مخرج حرّ نحو أرض الواقع، التقته الخليج للتعرف الى تفاصيل شخصيته عبر سطور الحوار الآتي: } عَرّفنا الى بطاقتك الشخصية؟ أنا من مواليد إمارة دبي، أوسط إخواني الشباب من حيث الترتيب، كانت نشأتي خلال مراحل طفولتي في دبي، وأحاطتني بيئة تنتمي إلى التجارة بمجالاتها المختلفة، لذا ترعرعت بين عائلة توفر كل ظروف النجاح، وتُذلل الصعاب، وهذا ما أثر بتكوين شخصيتي إلى درجة كبيرة في مرحلة الشباب، وعلمني الأبجديات الأولى للقيادة، بالإضافة إلى تربيتي على يد الأب الروحي الحاج سعيد بن أحمد بن لوتاه، وهو من الشخصيات المعروفة كونه يُعد مؤسس بنك دبي الإسلامي، إذ تعلمت الكثير من شخصيته الشغوفة الطموحة، ومن أبرز تلك مهارات: الشجاعة، وحسن التصرف، وكيفية التفاهم والتخاطب في المجالس وعند التعامل مع الشخصيات المُهمة في الدولة، حيث أثرت المجالس في نشأة أغلب شباب الإمارات. والدي سعيد بن أحمد كان تعليمه أيضاً يختلف عن التعليم الحكومي الموجود آنذاك، فهو كان يدفع الشاب منا في عمر الخامسة عشرة لأن يصبح شخصية مستقلة قائمة بحد ذاتها، ويدفعه نحو تحمل المسؤولية، لهذا تدربت في بنك دبي الإسلامي بالرغم من صغر عمري، إلى جانب عملي في بعض الشركات التابعة للأهل، وإلى جانب الحاج سعيد، لعبت خالتي دوراً كبيراً في صقل الجانب الأكاديمي وتطويره في شخصيتي، خاصة وأن أغلب إخوتي أكملوا دراستهم في أمريكا، ولكني لم أكمل تعليمي في الخارج، نظراً لعدم تكيفي مع الظروف الموجودة هناك، واخترت أن أكمل دراستي بكليات التقنية العليا داخل الدولة - تخصص التجارة الإلكترونية، ويمكنني القول إن دراستي عززت الجانب القيادي في شخصيتي إلى جانب أفراد عائلتي. } كيف كان التسلسل في رحلتك المهنية وصولاً إلى المَنصب الحالي؟ أثناء عملي على مشروع التخرج تدربت في مدينة دبي الطبية، المُنضوية تحت مظلة هيئة دبي للاستثمار والتطوير والتي تخرج فيها العديد من القياديين والمديرين، وفي الهيئة كانت المؤسسات الأخرى مُتواجدة، ومنها مؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الأخرى، وهناك كانت نقطة بدايتي وتعرفي إلى مؤسسة محمد بن راشد وشعرت بانتماء كبير لها عما سواها، حيث تسلمت فيها أول وظيفة رسمية حكومية في نهاية العام 2004، ومن بعدها تسلمت الإشراف على قسم إدارة التراخيص والرخص التجارية، وانتقلت بعدها إلى حاضنات الأعمال التابعة لها، مركز حمدان للإبداع والابتكار حالياً، والتحقت فيها في بداياتها كذلك، ثم انتقلت إلى إدارة برنامج المشتريات الحكومية، وأثناء عملي في تلك الفترة عملت إلى دراسة بعض المساقات التنفيذية الرئيسية في جامعة انسياد، التي تُعتبر من أهم الجامعات حول العالم، وكانت دراستي لهذه المواد ما بين فرنسا وسنغافورة، بغيةَ حصد أكبر ممارسات مفيدة، والتزود بأكبر قدر ممكن من المهارات الأكاديمية العملية وتطويرها، وفور انتهائي من دراستي عدت لأشغل منصب مدير مركز حمدان للإبداع والابتكار في بدايات 2014، وذلك أثناء عملي على تحديث الاستراتيجية والخطط الجديدة للمركز وإطلاقه بحُلّته الجديدة المبتكرة، على اسم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي؛ لإلهامه للشباب فيما يتعلق بالإبداع والابتكار. } ماذا عن مُشاركتك الأخيرة في منتدى الابتكار العرب؟ ساهمنا في دعم الشباب الموهوب معنوياً، وكان لنا دور في ترشيح بعض الأسماء الموهوبة في مجال الإبداع، إلى جانب اعتمادنا كمتحدثين في المنتدى، إذ تحدثت في جلستي عن دور مركز حمدان للإبداع والابتكار، وكيفية دعم حكومة دبي والإمارات بشكل عام للابتكار، وخلق البيئة المناسبة والمُحفزة له. } ما هي طبيعة مُبادرة الفريق الأزرق بناة المدينة؟ أنا عضو في هذا الفريق، الذي يُعتبر في الفترة الآنيّة استثنائياً من نوعه، كونه يُحاكي النظرة المستقبلية لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في تسهيل طرح خدمات جديدة لقطاع معين بالعمل مع الدوائر الرئيسية التي تم اختيارها من قبل سموه، لتوفير خدمات في مجال المبدعين بشكل عام، ففي البدايات عملنا مع الجهات الحكومية لطرح مبادرات وخدمات، وكان على رأسها: هيئة دبي للثقافة، وهيئة تنمية المجتمع، ودائرة السياحة، وتم وضع جُملة من المبادرات والخطط لدعم أصحاب المواهب في حكومة دبي، وإحدى هذه المبادرات كانت إنشاء موقع متكامل لجمع بيانات كل أصحاب المواهب المتواجدين على أرض الدولة في مكان واحد، لتمكينهم بسهولة من التعرف الى بعضهم بعضا، ويجري العمل حالياً على فتحه بشكل أوسع ليشمل المبدعين من خارج الدولة، ولا يقتصر على مكان بعيّنه. } ما المُميز في روبوت المُرشد السياحي عن غيره؟ هو إحدى الاستراتيجيات الهادفة إلى وضع دبي في مصاف الدول المتقدمة بما يتعلق في مجال الذكاء الاصطناعي، وعمل الفريق الأزرق إلى توفير عدة ورش تعليمية تسهم في تطوير خدمات عدة تُقدم للمقيمين على أرض دبي، وجاءت برمجة روبوت المرشد السياحي في مقدمتها، لاستحداث مرشدين سياحيين كروبوتات، وبدورنا كمركز حاضن للابتكار، استضفنا هذا الروبوت، الذي تشرف عليه دائرة السياحة، وهو يمتاز ببرمجة لاستيعاب وتقبل اللغات المختلفة، ويتسم بسهولة برمجته، وقد رأينا أفكاراً للحاضرين في هذه الورش، ليس فقط من داخل الدولة بل حتى من الدول المجاورة، لتطوير روبوت قائم بحد ذاته في مجال الإرشاد السياحي. } هل تطبق شعار المركز إن أكبر مُخاطرة ألا تخاطر على نطاق حياتك الشخصية والعملية؟ دائماً ما أزيل العقبات التي تعترض طريقي وأبحث عن الحلول، حيث كانت القيادات العُليا التي تعاملت معها تلاحظ طرقنا الإبداعية في حل المشكلات، وعلاقاتنا مع الشباب المتوجهين إلينا لتحرير طاقاتهم عبر نوافذ الواقع، كما أن المسؤولية التي وضعها على عاتقنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، دفعتنا نحو التعامل بجدية وتحمل المسؤولية مهما تعاظمت، والتطلع دائماً نحو المركز الأول بكل ما أوتينا من قوة، سواء أكنا أصحاب وظيفة صغيرة أو قيادية، فأنا أوجهُ بوصلة هدفي دائماً نحو المركز الأول وهذا ما يزودني بطاقة إيجابية صباح كل يوم ويدفعني للعمل بكل حماسة وإقدام.

مشاركة :