سمحت نتائج الدراسات الجيوكيميائية التي أجراها العلماء، بتحديد مصدر الانبعاثات الكبيرة لغاز الميثان في جرف شرق سيبيريا. وتشير مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America، إلى أنه اتضح للعلماء أن انبعاث هذا الغاز المسؤول، إلى حد كبير، عن ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، هو من مصدر عميق في القشرة الأرضية، تحت قاع بحر لابتيف. وكما هو معروف، ترتفع درجات الحرارة في منطقة القطب الشمالي أسرع بكثير مقارنة بمناطق العالم الأخرى، وأحد الأسباب هو الانبعاثات الكبيرة لغاز الميثان، ثاني أهم غازات الاحتباس الحراري، في جرف بحار شرق سيبيريا. ويدرس العلماء منذ أكثر من عشرين سنة هذه الانبعاثات، لمعرفة طبيعتها وتحديد مصدرها، ليتمكنوا من التوصل إلى تنبؤات موثوقة عن تطور الأوضاع مستقبلا. وقد سمحت الدراسة الجديدة التي أجراها الباحثون برئاسة البروفيسور إيغور سيميليتوف من معهد المحيط الهادئ التابع لفرع أكاديمية العلوم الروسية، و أوريان غوستافسن، من جامعة ستوكهولم، عضو أكاديمية العلوم السويدية، بالحصول على إجابات لعدد من الأسئلة المعلقة. وتبين أن غاز الميثان، ينتقل من رواسب هيدرات الغاز، أو من مصادر أخرى أعمق، إلى طبقة الصخور الرسوبية المشبعة بالغاز في قاع البحر. ويعتقد العلماء أن هناك رواسب ضخمة من هيدرات الغاز تحت جرف القطب الشمالي. وعند ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض الضغط تتحلل إلى غاز وماء. ويصاحب تحرر الغاز زيادة كبيرة في الضغط، ما قد يؤدي ليس فقط إلى ارتفاع الميثان نحو الأعلى عبر الشقوق والصدوع، بل وحتى إلى حدوث انفجارات. واتضح للعلماء، من تحليل النسب النظائرية للكربون وثلاثة أشكال مختلفة للميثان في مياه بحار شرق سيبيريا، التي تعتبر مؤشرا لمصدر تكوين الغاز والعمليات اللاحقة- أن الرواسب الرخوة تتحول إلى صخور رسوبية، وأن جميع البيانات عن النظائر الثلاثة تشير إلى أن الغاز ينبعث من مصدر ساخن قديم وعميق، يقع خارج بحر لابتيف. وأن تحرر الغاز مرتبط وفقا لرأي العلماء، بتدهور طبقة التربة الصقيعية تحت الماء، التي تغطي قنوات تدفق الميثان من المصدر العميق إلى السطح. ووفقا للعلماء، تفنّد هذه النتائج بشكل قاطع، الفرضية التي تفيد بوجود مصادر ميكروبية للميثان في طبقة التربة الصقيعية. ويشير الباحثون، إلى أنه قد توجد تحت قاع المحيط مئات ملايين الأطنان من غاز الميثان، يحبسها "غطاء" التربة الصقيعية لذلك فإن الخطر الرئيسي يكمن في استمرار ارتفاع درجات الحرارة في منطقة القطب الشمالي، ما يسبب ذوبان جليد البحار في الصيف، ويؤدي إلى تدهور طبقة التربة الصقيعية، وتحرر كميات هائلة من الميثان إلى الغلاف الجوي، ما يؤثر ليس فقط في مناخ المنطقة، بل ومناخ العالم أجمع. المصدر: نوفوستيتابعوا RT على
مشاركة :