كشفت وكالة "رويترز" إنه من المتوقع أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على روسيا، الثلاثاء، جرّاء عملية تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.وذكرت الوكالة أن قرار الرئيس جو بايدن فرض عقوبات على روسيا يعكس موقفًا أكثر صرامة من مواقف سلفه دونالد ترمب الذي ترك الحادثة تمر في أغسطس الماضي من دون اتخاذ أي إجراء عقابي أميركي. وكان نافالني سقط مريضًا على متن رحلة جوية في سيبيريا أغسطس الماضي وتم نقله جوًا إلى ألمانيا، حيث خلص الأطباء إلى أنه تعرّض للتسمم بغاز للأعصاب،وأنكر الكرملين أي دور له في هذه الإصابة، وقال إنه لم يرَ دليلًا على أنه أصيب بالتسمم.وقال المصدران لرويترز إنه "من المتوقع أن تتصرف الولايات المتحدة بموجب أمرين تنفيذيين، هما الأمر التنفيذي 13661 الذي صدر بعد الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم، ويوفر صلاحيات موسعة لاستهداف المسؤولين الروس، والأمر التنفيذي 13382 الصادر في 2005 لمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل". ويسمح كلا الأمرين التنفيذيين للولايات المتحدة بتجميد أصول المسؤولين المستهدفين في الولايات المتحدة، كما يحظر على الشركات والأفراد الأميركيين التعامل معهم.وقال المصدران لرويترز إن إدارة الرئيس بايدن خططت أيضًا للعمل بموجب قانون مكافحة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية لعام 1991"، الذي يوفر لواشنطن حزمة من الإجراءات العقابية. وأضافا أن "بعض الأفراد المستهدفين بالعقوبات سيتم الإعلان عنهم الثلاثاء، ولكنهما رفضا تسميتهم أو الإفصاح عن العقوبات الأخرى التي قد يتم فرضها.وأكدا أن واشنطن "ستبقي على إعفاءات تسمح بتقديم مساعدات خارجية وبعض تصاريح التصدير لروسيا". وقال مصدر ثالث لرويترز إن الإجراء الأميركي قد يتم تنسيقه مع عقوبات أخرى ربما يفرضها الاتحاد الأوربي، الثلاثاء. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوربي اتفقوا في 22 فبراير على فرض عقوبات على أربعة مسؤولين روس رفيعي المستوى، ومقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، في رد فعل رمزي بالأساس على سجن نافالني،وكان متوقعًا أن يوافق الاتحاد الأوربي رسميًا على هذه العقوبات في الأول من مارس.وفي قضية نافالني، لم يلجأ الرئيس السابق دونالد ترمب الذي انتهت ولايته في يناير الماضي إلى معاقبة روسيا. وقال خبراء حقوقيون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، الاثنين، إن موسكو "تعد مسؤولة عن محاولة قتل نافالني، في إطار نمط من الهجمات ضد المنتقدين، بهدف سحق المعارضة".وبعد علاجه في ألمانيا عاد نافالني، البالغ من العمر 44 عامًا، إلى روسيا في يناير الماضي، فتم إلقاء القبض عليه وحُكم عليه بالسجن لأكثر من عامين ونصف العام بتهمة "ارتكاب انتهاكات" وصفها نافالني بـ "الملفقة". من جانبه، وصف الرئيس بايدن الشهر الماضي سجن نافالني بأنه "مدفوع سياسيًا"، وطالب بإطلاق سراحه، كما تعهد باتباع نهج جديد وصارم تجاه موسكو، قائلًا إن "الولايات المتحدة لن تتوانى بعد الآن عن مواجهة الأعمال العدائية الروسية".وتختلف واشنطن وموسكو حول مجموعة كبيرة من القضايا غير قضية نافالني، مثل الطموحات العسكرية لروسيا في أوكرانيا وجورجيا، بالإضافة إلى الهجوم السيبراني على وكالات حكومية أميركية العام الماضي، والذي تحمّل واشنطن روسيا المسؤولية عنه، إلا أن موسكو أنكرت مسؤوليتها عن هذا الحادث.
مشاركة :