أسعار الغذاء العالمية تسجل أكبر تراجع منذ 2008

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" أمس عن هبوط حاد في أسعار الغذاء العالمي في آب (أغسطس) مدفوعة بزيادة المعروض وعوامل خارجية من بينها هبوط أسعار الطاقة والمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد في الصين. وبحسب "رويترز"، فقد بلغ متوسط مؤشر المنظمة الخاص بأسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة تضم الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر 155.7 في آب (أغسطس) منخفضا 8.5 نقطة أو 5.2 في المائة مقارنة بتموز (يوليو). واعتبرت "فاو" أن هذا أكبر تراجع شهري منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008 لكن قراءة آب (أغسطس) لم تسجل مستوى تاريخيا آخر بعد أن بلغ المؤشر أدنى مستوى له في نحو ست سنوات في تموز (يوليو). وتتجه الأسعار العالمية لمعظم السلع الأولية نحو الهبوط وجزء من السبب في ذلك هو المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني وقوة الدولار. وشكل مزيج من هذه العوامل إضافة إلى التوقعات بزيادة المعروض ضغطا على أسعار الغذاء. وقال عبد الرضا عباسيان كبير الاقتصاديين في "الفاو"، "إن هناك قليلا من المؤشرات على أن الأسعار ستتجه نحو الارتفاع في الشهور المقبلة". وأضاف عباسيان أن "الإشارات على التباطؤ في الصين انعكست في واردات بعض السلع مثل فول الصويا الذي تعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم أكبر مستورد له في العالم". وقال عباسيان "إن الدلائل تشير إلى أنهم ظلوا يستوردون كثيرا في الشهر الماضي لكنهم استوردوا كميات أقل مقارنة بتموز (يوليو)، بلد به تعداد سكان مثل هذا وتباطؤ يؤثر في جميع القطاعات بما في ذلك الزراعة". وهبطت أسعار جميع السلع على المؤشر باستثناء اللحوم التي استقرت أسعارها دون تغير عن الشهر الماضي بعد أن هبطت 18 في المائة منذ الارتفاع التاريخي الذي سجلته في آب (أغسطس) 2014. ورفعت "الفاو" توقعاتها للإنتاج العالمي من الحبوب في 2015 إلى 2.54 مليار طن وهو مستوى ما زال أقل من مستوى الحصاد التاريخي الذي تحقق في 2014. وقالت "الفاو"، "إن التعديل الصعودي من شأنه أن يحسن آفاق إنتاج القمح والأرز مدفوعا في الأغلب بظروف زراعة أفضل من المتوقع في الأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة". وتعوض الزيادة القادمة من الأمريكتين تراجع توقعات محصول الذرة في الاتحاد الأوروبي بسبب الطقس الحار والجاف بل وتتجاوزه. ويمثل مؤشر منظمة "فاو" لأسعار الغذاء دليلاً يستند إلى حركة التعاملات التجارية، من خلال قياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، ويشمل مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب، واللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والسكر. وبلغ متوسط ​​مؤشر أسعار الزيوت النباتية 134.9 نقطة في آب (أغسطس) الماضي، بانخفاض 8.6 في المائة دون تموز (يوليو) وكأدنى مستوى له منذ (آذار) مارس 2009. ويعكس هذا التراجع في المقام الأول أدنى مستوى مسجل على مدى ست سنوات ونصف السنة في أسعار زيت النخيل الدولية، وذلك كنتيجة أساساً لتباطؤ الطلب على الاستيراد لا سيما من جانب الهند والصين؛ ووسط التوقعات السائدة لارتفاع الإنتاج. ونظراً إلى الانخفاض الكبير في أسعار مساحيق الحليب، والجبن، والزبد في مؤشر أسعار الألبان خلال آب (أغسطس) بما نسبته 9.1 في المائة، فقد تراجع المؤشر الفرعي للألبان إلى 135.5 نقطة، ويرجع معظم الضَعف إلى تناقص الطلب على الواردات من جانب الصين، وبلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. وجاء التراجع الحاد في مؤشر أسعار السكر بنسبة 10.0 في المائة خلال الفترة من تموز (يوليو)، وإلى متوسط ​​مقداره 163.2 نقطة في آب (أغسطس)- إثر الانخفاض المستمر على الأكثر في قيمة الريال البرازيلي مقابل الدولار الأمريكي، وعلى ضوء التوقعات شبه المضمونة بأن تصبح الهند- وهي ثاني أكبر منتج للسكر في العالم- مُصدِّراً صافياً خلال موسم الفترة 2016/2015. وعلى نقيض الاتجاه الهبوطي العام السائد، ظلت أسعار اللحوم الشهر الماضي دون تغيير تقريباً عن الشهر السابق. ولكن بالمقارنة مع الذروة التاريخية لمتوسط أسعار اللحوم في آب (أغسطس) 2014، جاءت أسعار اللحوم أقل عموماً بنسبة 18 في المائة. ورفع الإصدار الجديد من "الفاو" من تنبؤات الإنتاج العالمي للحبوب الخشنة بما يبلغ 7.5 مليون طن إلى 1311 مليون طن، وإن ظل الناتج 19.9 مليون طن (1.5 في المائة) دون الرقم القياسي المسجل للإنتاج عام 2014. وجاء تعديل الزيادة الأحدث مقارنة بما صدر من تنبؤات خلال تموز (يوليو)، بالنظر إلى تحسن ظروف النمو المتوقعة لدى كل من الأرجنتين (الذرة)، والبرازيل (الذرة) والولايات المتحدة (الذرة والذرة الرفيعة)، وفيما عوّض وأكثر عن الانخفاض في إنتاج الذرة لدى الاتحاد الأوروبي حيث ساد طقس حار وجاف قلّص التوقعات المحصولية المنتظرة. وقالت "الفاو"، "إنه بينما يشارف الحصاد على نهايته في نصف الكرة الأرضية الشمالي، تصبح تنبؤات إنتاج القمح العالمي لعام 2015 أعلى موثوقية، بما يبلغ نحو 728 مليون طن وفق التوقعات الأخيرة، وبما يزيد بمقدار خمسة ملايين طن عمّاً كان متوقعاً في السابق". وتأتي مراجعة التنبؤات السابقة استناداً إلى التوقعات المحصولية الأعلى في إنتاج كل من أستراليا، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الروسي، وأوكراينا... ما يعوِّض وأكثر عن انخفاض توقعات الإنتاج بالنسبة إلى كندا، حيث لم تنفك مناطق زراعة رئيسية تعاني تحت وطأة الظروف الجافة. وتحسنت آفاق الإنتاج العالمي للأرز (باحتساب زنة الأرز المضروب) منذ (يوليو) 2015، وإن كان بمقدار 1.3 مليون طن فقط، وأرجع التقرير ذلك أساساً إلى الهند، حيث تسير مخططات الإنتاج لديها وفق نمط الموسم السابق وعلى الرغم من آثار ظاهرة "النينيو" السائدة. واستناداً إلى التوقعات الحالية المقدَّرة بنحو 501 مليون طن، فإن إنتاج الأرز العالمي سيأتي أعلى مما كان عليه عام 2014 بمقدار 3.6 مليون طن (0.7 في المائة).

مشاركة :