تصاعدت التوترات بين طهران وأنقرة على فرض الهيمنة والنفوذ على شمال العراق، ولوحت تركيا بغزو منطقة سنجار في العراق، موطن الأقلية الأيزيدية، فيما وصل الخلاف إلى منطقة ساخنة وغير مسبوقة، قد تنذر باندلاع حرب بين الطرفين.وتوقع المدير التنفيذي في «مركز الشرق الأوسط لإعداد التقارير والتحليلات» سيث فرانتزمان، مواجهة إيرانية تركية في العراق، وتحديدا في إقليم سنجار، وقال في تحليل لصحيفة «جيروزاليم بوست»، «إنه بينما تتجه أنظار المنطقة إلى التوترات الأخيرة مع إيران في خليج عمان وسوريا، يبدو أن الخلاف المحتدم بين إيران وتركيا في العراق يتصاعد»، مشيرا إلى أن الخلاف يعود إلى سنوات طويلة، بعدما وسعت طهران نفوذها في العراق، بينما تنظر تركيا لشمال العراق على أنه امتدادها، وفقا لموقع (24) الإماراتي. بداية الأزمةقصة الخلاف بدأت منذ 4 سنوات، عندما دعمت الحكومة العراقية ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في 2017، لاستعادة سنجار من حكومة إقليم كردستان.وانضم بعض الأيزيديين إلى الجماعات اليسارية المتطرفة التي يُزعم أنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني في الصراع ضد داعش، واستخدمت تركيا الأمر ذريعة للغزو، وهي التي تتمتع بسجل حافل من الغزو والتطهير العرقي للأيزيديين والأكراد، في عفرين السورية منذ 2019، وتل أبيض في أكتوبر 2019.وبعدما ساعدت الحكومة العراقية في انتزاع سنجار من إقليم كردستان، يبدو أن إيران تريد منع دخول تركيا إلى سنجار، كما أكده السفير الإيراني لدى العراق إيراج مسجدي، الذي قال «نرفض التدخل العسكري في العراق، لا يجب أن تشكل القوات التركية تهديدا أو تنتهك الأراضي العراقية. يجب الحفاظ على أمن المنطقة العراقية من قبل القوات العراقية وقوات كردستان في منطقتهم».وذهب إلى أبعد من معارضة غزو سنجار، فقال إن على تركيا سحب قواتها من القواعد في المنطقة الكردية بشمال العراق.الزحف التركيواستغلت تركيا المنطقة الكردية بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني، وأنشأت عشرات القواعد العسكرية فيها، وشنت أخيرا عمليات لضرب قواعد الحزب.وأسهمت سيطرة تركيا على المنطقة الكردية في التوتر بين السلطات الكردية في أربيل، بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب العمال الكردستاني، وإلى توتر في السليمانية، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني.ومع ترسيخ تركيا وجودها في العراق في التسعينات، وخلال الحرب على داعش، كانت منطقة كردستان معزولة تماما عن بغداد، وكان شريان الحياة، بما في ذلك شحنات النفط، يمر عبر تركيا.وأقامت تركيا قاعدة عسكرية في بعشيقة للمساعدة في تدريب المقاتلين العرب في 2015، ودعم البشمركة الكردية، الذين كانوا يقاتلون داعش. كان هذا توسعا كبيرا أثار غضب بغداد التي اشتكت للأمم المتحدة.تخفيف التوتروفيما سعت الأمم المتحدة إلى الحد من التوتر بين البلدين، نشرت وحدات الحشد الشعبي ألوية في سنجار ليبدو أن العراق يسيطر على المنطقة، وفي الوقت نفسه كان يفترض أن يؤدي ذلك إلى إضعاف أي دور يمكن أن تدعي تركيا أن «حزب العمال الكردستاني» قد لعبه وسيوقف عملية تركية كبرى في سنجار، أو محاولة إقامة قاعدة تركية فيها.ووفق مصادر كردية، تسعى تركيا منذ سنوات إلى سياسة تتجاوز حدودها، أطلق عليها البعض اسم «العثمانية الجديدة»، أو نوعا من تجديد مطالبات منذ عشرينات القرن الماضي بإدلب والجزر اليونانية والموصل، لكن الأدلة تظهر أن أنقرة مهتمة أساسا بمحاربة حزب العمال.صراع معقدتشير الدلائل إلى أن تركيا تفضل غالبا العمل مع إيران إقليميا في بعض القضايا، خاصة ضد الولايات المتحدة، مقابل احتمال تعارض مصالحهما في بعض المناطق.وتبدي تركيا حذرها في العراق، وتتساءل إذا وضعت إيران خطا أحمر في سنجار، ويبدو أن تركيا لم ترغب أبدا في إنشاء قاعدة في سنجار، لكنها أرادت استخدام التهديدات لحمل العراق على فرض سيطرة أكبر على جبل سنجار. وقد يخدم إغراق المنطقة بعناصر من الحشد الشعبي أهداف تركيا على المدى الطويل.وختم فرانتزمان «عندما يتعلق الأمر بالنفوذ الاقتصادي، فإن اقتصاد تركيا غير المنطقة الكردية، خاصة في دهوك وأربيل، وكل ما تقدمه إيران للعراق يتمحور في زيادة الموارد وتحويلها إلى إيران بدل الاستثمار المحلي»، مضيفا أن الصورة العامة للصراع الإيراني التركي في العراق، سواء كان ينظر إليه على أنه صراع ضد حزب العمال الكردستاني أو صراع «العثمانيين ضد الصفويين»، فهي أكثر تعقيدا بكثير مما هو معترف به على نطاق واسع.تطور الخلاف التركي الإيراني: اتهمت تركيا مسلحين أكرادا بقتل 12 تركيا وعراقي واحد كانوا محتجزين كرهائن في شمال العراق دفعت الحادثة السفير الإيراني لدى بغداد إيراج مسجدي، للتحذير بأن على القوات التركية ألا »تشكل تهديدا أو تنتهك الأراضي العراقية« سارع سفير تركيا لدى بغداد فاتح يلدز، للرد قائلا عبر تويتر »إن السفير الإيراني آخر شخص يحق له إعطاء تركيا دروسا بشأن احترام حدود العراق« استدعى مسؤولون في الخارجية التركية السفير الإيراني محمد فراز مند، لإبلاغه بأن تركيا تتوقع من إيران أن تقف إلى جانبها في »الحرب على الإرهاب« استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير أنقرة لدى طهران على خلفية تصريحات أدلى بها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، بشأن وجود المسلحين الأكراد البلدان نفذا عمليات ضد المقاتلين الأكراد في شمال العراق
مشاركة :