ما زالت الصورة "القاتمة" تسيطر على مشهد "استراحات الطرق"، فلا حراك ولا اهتمام كأن مستثمري الاستراحات لا تعنيهم المهلة التصحيحية التي وضعتها وزارة الشؤون البلدية والقروية وتنتهي مطلع ربيع الآخر المقبل، فالحال بات أسوأ مما كان خصوصاً في طريق الهجرة السريع (المدينة المنورة - مكة المكرمة) الذي يشهد هذه الأيام حركة كبيرة للحجاج، إذ يمر عبر الطريق -وفق إحصاءات سابقة – نحو 1.5 مليون حاج. "الرياض" وبعد أكثر من شهرين على نشرها تقريرا معنونا ب "استراحات الطرق.. صور مخجلة يوثقها الزوار" في عددها 17182 بتاريخ 23 رمضان 1436ه قامت بجولة ترصد فيها مجددا أي تغيرات قد تطرأ فكانت المفاجأة تراجع مستوى الخدمات، تهالك البنى التحتية، تقادم الأثاث، فضلا عن النظافة التي لا وجود لها في المطاعم أو أماكن الإيواء أو دورات المياه، فالعمالة الوافدة ولاسيما الآسيوية التي تسيطر بشكل كامل على هذه الاستراحات استغلت أسماء مواطنين ومواطنات رضوا بالقليل والزهيد والفتات فأساؤوا لوطنهم. رصدت الجولة عدداً من محطات الوقود فكانت المشاهد: عشرات العمالة يستثمرون كل جزء، ويعرضون سلعا وخردوات للبيع، آخرون يقومون على نزل فندقي يفتقر لكل شيء (الأثاث، النظافة، الخدمات..)، مطعم تعج منه روائح كريهة يبيع لحوما مجهولة المصدر ويقدم أغذية قد تؤدي للتسمم. تساؤلات عريضة وانتقادات واسعة حملتها تحقيقات وتقارير سابقة ل"الرياض" لم تحرك المسؤول للتعاطي مع هذا الملف المخجل بشكل فوري، سنوات متراكمة من العبث والتستر على المسيئين لسمعة البلاد حتى وصل الحال لما وصل إليه، فأصبحت عدسات مرتادي الطرق من جنسيات مختلفة توثق اللامبالاة وترصد الإهمال، تارة بشكل ساخر، وأخرى عبر مناشدة محب للديار المقدسة. من جهته، جدد عبدالغني الأنصاري رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية مطالبته بالإغلاق الفوري لهذه الاستراحات التي جعلت سمعة الوطن على المحك، مؤكداً أن مهلة اللجنة المكلفة ستنتهي دون نجاح كما توقع، وأن الحل الناجع أن تدار من قبل أبناء الوطن الحريصين على بلادهم، والعاطلين منهم على وجه الخصوص لاسيما القرى التي تقع في محيط هذه المحطات، وأن يتم دعمهم من خلال الصناديق المخصصة. أما صديق عثمان -باحث سوداني- فقد أكد أن كثيرا من محطات الطرق عفا عليها الزمن وأصبحت بنيتها مهترئة، وأن المسافر لا يستطيع التوقف لأخذ قسط من الراحة أو قضاء حاجته أو التهيؤ لأداء الفريضة، داعيا إلى وضع اشتراطات ملزمة لكل مستثمر بالاهتمام بجانب النظافة أولا أو سحب الترخيص فورا منه وإغلاق الاستراحة نهائيا، لافتا إلى أن عدم التهاون في تطبيق النظام وكذلك سن القوانين الصارمة سيحل جذريا هذه المشكلة التي تتفاقم يوما بعد آخر. كما دعا عثمان إلى وجود نقابة أو ملتقى يجمع ملاك الاستراحات يلزمهم بميثاق مهني يكون أساسه الرئيس الحفاظ على مكانة هذه البلاد المقدسة التي يفد لها المسلمون على مدار العام وينقلون خلال رحلتهم الإيمانية أجمل الصور التي يجب ألا يشوبها قصور فيشوه جمالها وطهرها وقدسيتها. مختصون: الحل بالإغلاق الفوري والقوانين الصارمة وعدم تركها بهذا الوضع
مشاركة :