لقاح «التهاب السحايا» آمن وليس له مضاعفات

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بسبب الزحام في الحج، تزداد نسبياً خطورة الإصابة بالأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي. ومن هذه الأمراض التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي وتحظى باهتمام كبير على مستوى الجهات الصحية والمستوى الشعبي مرض التهاب السحايا الحاد أو ما كان يعرف بالحمى الشوكية (Meningitis). والسحايا هو الغشاء الذي يحيط بالمخ، أما كلمة شوكية فهي مأخوذة من النخاع الشوكي. والتهاب السحايا يمكن أن ينتج عن عدة أنواع من البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، ولكن حديثنا هنا سيتركز على التهاب السحايا الناتج عن بكتيريا معينة وهي البكتيريا المكورة السحائية Meningococcus: Neisseria meningtidisوهي البكتيريا التي يزيد احتمال انتشارها في الأماكن المزدحمة وتكثر فيها كثافة الناس، وتبذل الجهات الصحية المسؤولة في الحج جهودًا كبيرة للحد من انتشارها والإصابة بها. وهذا المرض ينتقل عن طريق استنشاق الرذاذ الملوث بالبكتيريا. وليس بالضرورة أن ينقل العدوى إنسان مصاب بالمرض، فالبكتيريا قد تعيش في حلق الإنسان لفترة قصيرة أو طويلة دون أن تسبب أي مرض، ولكن هذا الشخص يكون حاملاً للبكتيريا وقد ينقلها لأشخاص آخرين. وعند انتقال البكتيريا لأي شخص تكون هناك عدة احتمالات لما سيحدث بعد ذلك. فقد تكون لدى الشخص مناعة من البكتيريا بسبب تعرضه لها في السابق أو بسبب حصوله على اللقاح، وفي هذه الحالة لا تسبب البكتيريا أي أذى في الغالب. وربما لا تسبب البكتيريا أذى للشخص ولكنه يتحول إلى حامل للبكتيريا ومن ثم قد ينقله لأشخاص آخرين. وفي حالات قد تسبب البكتيريا المرض بسبب وصول البكتيريا للدم وللسحايا. ويزيد احتمال الإصابة بالمرض عند الأشخاص الذين لديهم نقص في المناعة لأي سبب كان ولدى المدخنين وحتى المدخنين البيئيين أو ما يسمون بالمدخنين السلبيين، وكذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجهاز التنفسي العلوي الناتج عن التهابات أخرى. ويمكن أن ينقل المريض المرض للآخرين حتى قبل أن تظهر عليه أعراض المرض "أسبوع قبل ظهور أعراض المرض" ولمدة يوم بعد ظهور أعراض المرض. وانتقال المرض من شخص إلى آخر يحتاج إلى أن يكون الشخصان قريبين من بعضهما لمدة طويلة تصل إلى ثماني ساعات على الأقل، كما عرف ذلك مركز التحكم بالأمراض بأتلانتا، وهذا ما قد يتوافر في ظروف الحج بسبب الازدحام وقلة التهوية والسكن في أماكن ضيقة. وأعراض المرض تتكون من حرارة واحتقان في الحلق يتبع ذلك صداع شديد، وإن لم تعالج الحالة فقد تحدث المضاعفات الخطيرة. كما قد يظهر طفح جلدي أحمر. ويجب على الطبيب المعالج بدء العلاج مباشرة فور الاشتباه بوجود العدوى وعدم الانتظار حتى التأكد من الإصابة؛ لأن عامل الوقت مهم جدًا في تجنب مضاعفات العدوى. وأظهرت الدراسات أن معدل الوفيات عند المصابين قد يصل إلى 10 في المئة، ومعدل حدوث المضاعفات الخطيرة عند الذين يعيشون قد يتراوح بين 9 و 19 في المئة، وأكثر المضاعفات تصيب الجهاز العصبي المركزي، كما أن هناك احتمال الإصابة بنزيف عام بسبب وصول البكتيريا وبكثرة إلى الدم. لذلك حرصت الجهات المسؤولة على حصول الحجاج على لقاح التهاب السحايا قبل التوجه إلى الحج. وهناك خمسة أنواع من بكتيريا مكورات السحايا (A. B. C. Y. W-135) يمكن أن تصيب الناس بالعدوى. وقد تم تطوير لقاح يغطي كل الأنواع ماعدا نوع B. واللقاح فعال في حماية الجسم من الإصابة، ولكن الحماية ليست دائمة وهي تتراوح بين 1 و 3 سنوات عند الأطفال ومن 3 و 5 سنوات عند الكبار. واللقاح آمن وليس له مضاعفات خطيرة ويحتاج الجسم من 7 إلى 10 أيام لتكوين أجسام مضادة ضد البكتيريا؛ لذلك يجب أخذ اللقاح قبل الحج بفترة كافية. وفي حال إصابة أحد الأشخاص القريبين منك بالتهاب السحايا كأحد الأشخاص الموجودين معك بالسكن فيجب حين ذاك أن تأخذ مضادًا حيويًا كواقٍ وليس كعلاج لمدة يوم أو يومين حسب نوع المضاد المستخدم، وكما يوصي الطبيب المعالج وحسب توصيات مركز التحكم في الأمراض بأتلانتا بأن يبدأ أخذ المضاد خلال 24 ساعة من تشخيص الحالة التي تم الاتصال بها. ولكن يمكن أن يأخذ المضاد بعد ذلك إن لم يتيسر أخذه مبكرًا. والمضاد الواقي إذا أخذ في الوقت المناسب فعال جدًا بنسبة تصل إلى 95 في المئة في وقاية الشخص المتعرض للبكتيريا من الإصابة بالمرض أو التحول إلى حامل للبكتيريا.

مشاركة :