يا أختي.. أنت ما تفهمين

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مؤتمر عقد للتعليم الإلكتروني سمع به الكل وتسابق حتى يحظى بشرف المشاركة أو الحضور، ولن أعمم أن الكل يريد هذا الشرف لأمور شخصية وتطويرية بل قد يكون البعض يريده لمصالح مالية والبعض الآخر حتى يضيف للسيرة الذاتية أنه دُعي وحضر أو شارك وهي الفئات التي يتكون منها كل مؤتمر، بالطبع الجميع أصيب بخيبة أمل بأنه لم يكن في هذه الفئات المدعوة او المشاركة أو حتى الحاضرة وهي منهن، فبذلت جميع السبل وجربت جميع الوساطات والتي كانت تودعها بابتسامة مصحوبة بعذر (اللوائح تحكمنا) وكأن هذه اللوائح منزلة ومصاغة بما لا يقبل المرونة والتي بالطبع تكون للبعض وليس الكل. فما كان منها إلا أن دفعت مبلغاً من المال كان مقررا لمن يريد الحضور ممن لم يرشح لأنه كان في هذا المؤتمر ما تصبو نفسها إليه، وبالفعل استطاعت أن تحضر الدورات المصاحبة وتستفيد من الحضور العربي والأجنبي لترقية نفسها ومن ثم يكون التطوير في مجال عملها، تتابعت الاشهر وعقد مؤتمر آخر وعادت تحاول مرة اخرى أن تكون إحدى هذه الفئات وكما هو الحال سابقاً كان لاحقاً، وحينما حضرت لفت انتباهها أمر غريب، المشاركات لم يتغيرن وأنها والله لتكاد تجزم بأنهن نفس اللجنة التي استقبلتها ونفس اللجنة التي صاحبت والتي أشرفت على كل أمر وبنفس مرحة قالت لهم (أنتم ماطلعتوا من الفندق) فكان التبرم والتهجم لهذه المزحة التي أصابتهم في مقتل (كما يقال) احسنت الظن وقالت لربما كانوا هم الأقرب للتخصص وهم الأفهم للترتيب والاستقبال وخلاف هذه الأمور فكان الاختيار يقع عليهم دائماً، أكملت مؤتمرها وعادت لمكتبها تشحذ الهمم من حولها للارتقاء وبذل الجهد وتوشح الطموح. عاشت في خضم العمل وتوالت السنوات وهي تسعى بكل جهدها أن تجعل العمل المناط بها في المصاف الأولى وأن تفعل كل ما يمكنها أن تفعله وليس كغيرها والذي يكتفي بالتوصيف الوظيفي ويكمل ما بقي من يومه ينتقل بين المكاتب للحديث وشرب القهوة واخذ الأخبار لينتهي المطاف به إلى مكتب المسؤول حتى يسأل عن الحال وما الجديد وبأنه على استعداد تام لبذل كل طاقته في خدمة العمل تطويره.. (وماااااا أكثرهم). وكان ذلك اليوم الذي أُعلن فيه عن الانتخابات وأن المرأة سوف تكون مرشحة وناخبة في نفس الوقت، فقررت أن تذهب للجان الحي لتقدم اسمها وتكون مرشحِة للكفء، وحين دخلت هنا كانت الصدمة؟ رأت لجنة الاستقبال وكأنه عقد نُظم بإتقان لم تتغير حباته على طول هذه السنوات، والقصد انها رأت اللجنة التي كانت في المؤتمرات هي نفسها بالعدد والأشكال إلا أن بعضهن هرمن قليلاً فاصبح مكانهن أمام الطاولة لا خلفها ومن كانت تقف لدى الباب اصبحت خلف الطاولة ومن كانت خارجاً أصبحت لدى الباب وهكذا، وبدل أن تسلم أرواقها لتُعتمد توجهت لواحدة منهن وقالت (هل أستطيع أن افهم كيف يتم اختياركن في كل مرة لأي امر متعلق بإدارة التعليم)، فأتاها الرد (رزق ربي.. بتردينه عنا). فقالت: لا ولكني اريد المشاركة. فأتتها واحدة لاااا تعرفها وقالت لها: يا أختي.. للحين ما فهمتي.. أنتِ ما تفهمين؟؟ فخرجت من المكان الانتخابي وهي تردد (لا أريد أن افهم... وحسبي الله ونعم الوكيل) هل باعتقادكم أنها لم تفهم؟ وإن كانت لم تفهم.. هل فهمتم أنتم؟

مشاركة :