يُعتبر سرطان المعدة من السرطانات الشائعة في العالم، وهو يصيب الرجال أكثر من النساء بمرتين، خصوصاً في الشريحة العمرية من 40 إلى 70 سنة. وهو مرض صامت يبدأ خلسة ويتطور خفية، وفي معظم الأحوال لا يتم الكشف عنه الا بعد فوات الأوان، ويرجع السبب الى عدم وجود عوارض وعلامات وصفية مبكرة تشير إلى وجوده، حتى لو وُجدت فهي تكون غير مثيرة للالتباس، وغالباً ما تركن بالمعالجات العرضية التي يأخذها المرضى بوصفة أو من دون وصفة. لا توجد أسباب واضحة لسرطان المعدة، لكن ثمة عوامل خطر تزيد من احتمال الإصابة به. ويمكن النظام الغذائي أن يساهم في تطوره، فهو مثلاً يميل الى الحدوث في بلدان أكثر من غيرها، مثل اليابان وكوستاريكا وهنغاريا والبرتغال ورومانيا التي يُكثر أهلها من تناول الأطعمة المالحة والمدخنة. وينتشر سرطان المعدة أكثر بين المدخين الشرهين. ويمكن الإصابة بالجرثومة الحلزونية أن تساهم في اندلاعه. ويزداد حدوث سرطان المعدة في القسم المتبقّي منها بعد عمليات البتر التي تُجرى عليها لسبب أو لآخر. وهناك أدلة على توارث عائلي لسرطان المعدة، فنابليون بونابرت وأبوه وجدّه وثلاث من أخواته أصيبوا به. المظاهر السريرية لسرطان المعدة تكون عادةً غير نوعية، وتلتبس في كثير من الأحيان مع مظاهر القرحة الهضمية. ويكون الألم المتموضع في منتصف البطن وأعلاه هو أكثر العوارض مشاهدة في المراحل المبكرة من سرطان المعدة، ويتميز عادة بأنه وجع مستمر وغير منتشر، ولا يتحسّن بتناول الطعام، ويهدأ بعد أخذ مضادات الحموضة، الأمر الذي يثير الشكوك في وجود القرحة، ما يؤخر عملية التشخيص. وقد ينطق سرطان المعدة بعوارض أخرى غير نوعية، مثل الغثيان، عسر الهضم، الحموضة، الإسهال، الإمساك، وضياع الوزن غير المبرر.
مشاركة :